الأحد، 11 مايو 2008

تاريخ ميلاد الآلهة والعبادات والطقوس

تاريخ ميلاد الآلهة والعبادات والطقوس


وكما تشابهت عقائد النصارى الوثنية هنا وهناك، تشابهت عباداتها وتواريخها، إذ يعتقد الوثنيون على اختلاف في آلهتهم أن آلهتهم المتجسدة ولدت في 25 ديسمبر، منهم الإله الفارسي مثرا وغيره.
وهو ما يقوله النصارى الأرثوذكس في تورايخهم أيضاً، وقد جرى تحديده بهذا اليوم الموافق لأعياد الوثنين عام 530م على يد الراهب ديونيسيوس اكسيجوس، وأراد منه إبعاد المتنصرين عن احتفالات الوثنيين، وشغلهم باحتفال مسيحي، وهو ما تكرر فعله في عدة أعياد وثنية أخرى استعار النصارى منها التواريخ والطقوس… «.
وينقل الراهب بيد في كتابه »
تاريخ الكنيسة الإنجيلية « خطاباً للبابا جريجوري الأول (601م) يستشهد فيه بنصيحة المستشار البابوي مليتس الذي كان ينهى عن هدم المعابد الوثنية، ويرى تحويلها من عبادة الشيطان إلى عبادة الإله الحق، كي يهجر الشعب خطايا قلبه، ويسهل عليه غشيان المعاهد التي تعود ارتيادها» .
وهكذا لا يجد المتنصر كبير فرق في المكان والمضمون بين النصرانية وبين ما كان يعتقده من قبل، ويكون ذلك ادعى في انتشار النصرانية.

التثليث في الوثنيات القديمة


وكما نقل النصارى عن الوثنيات ما يقولونه عن ألوهية المسيح وتجسد الإله فإنهم نقلوا معتقدهم في التثليث.
ولإثباته نقلب صفحات الأمم الوثنية قبل المسيحية لنجد أن الكثيرين من الوثنيين قد سبقوا المسيحيين إلى القول بالتثليث، وما قول النصارى بالتثليث إلا قول منحول عن هذه الأمم مع تعديل بسيط في صيغ الثالوث الوثنية، وذلك بإبدال أسماء الثالوث الوثني بالثالوث النصراني.
فالقول بإله مثلث يعود إلى أربعة آلاف سنة قبل الميلاد، فقد قال به البابليون حين قسموا الآلهة إلى ثلاثة مجموعات «إله السماء، إله الأرض، إله البحر» .
ثم تبلور التثليث على نحو ما اتخذته النصرانية في القرن العاشر قبل الميلاد حين قال الهنود بثالوثهم «براهما- فشنو- سيفا» ، وهؤلاء الثلاثة هم إله واحد.
جاء في ابتهالات التقي أتنيس: «أيها الأرباب الثلاثة. اعلموا أني اعترف بوجود إله واحد، فأخبروني أيكم الإله الحقيقي لأقرب له نذري وصلاتي؟ فظهرت الآلهة الثلاثة وقالوا له: اعلم يا أيها العابد أنه لا يوجد فرق حقيقي بيننا، وأما ما تراه من ثلاثة فما هو إلا بالشبه أو الشكل، والكائن الواحد الظاهر بالأقانيم الثلاثة هو واحد بالذات» .
وقد وجد في آثار الهنود صنم له ثلاثة رؤوس على جسد واحد تعبيراً منهم عن الثالوث.
وسرت عقيدة التثليث في الوثنيات القديمة كالمصرية المتمثلة في الثالوث «أوزيريس، ايزيس، حورس» ، وكذا عند الفرس «أورمزد، متراس، أهرمان» ، والاسكندنافيين «أووين، تورا، فري» والمكسييكيين «تزكتلبيوكا، اهوتزليبوشتكي، تلاكوكا» ، ثم فلاسفة الإغريق الذين كانت وثنية النصارى أشبه بهم من سائر الوثنيات الأخرى، فقالوا بثالوثهم المكون من «الوجود، العلم، الحياة» .
عدا ذلك يوجد كثيرون يطول المقام بذكرهم.
وحتى صيغة الأمانة التي انبثق عنها مجمع نيقية هي صيغة منحولة عن الوثنيات السابقة، فقد نقل المؤرخ مالفير عن كتب الهنود أنهم يقولون: ^نؤمن بسافستري «الشمس» إله ضابط الكل، خالق السماوات والأرض، وبابنه الوحيد آني «النار» ، نور من نور، مولود غير مخلوق، مساوٍ للأب في الجوهر، تجسد من فايو «الروح» في بطن مايا العذراء، ونؤمن بفايو الروح المنبثق من الأب والابن الذي هو الأب، والابن يسجد له ويمجد «.
وتذهب دائرة المعارف البريطانية إلى أن »
القالب الفكري لعقيدة التثليث هو يوناني الأصل، وصيغت فيه تعليمات يهودية، فهي من ناحية التركيب مركب عجيب للمسيحيين، لأن التصورات الدينية فيها مأخوذة من الكتاب المقدس، ولكنها مغموسة في فلسفات أجنبية.
واصطلاحات «الأب والابن والروح القدس» تسربت من اليهود، والاصطلاح الأخير «الروح القدس» لم يستعمله المسيح إلا نادراً «.
ويقول ليون جوتيه: »
إن المسيحية تشربت كثيراً من الآراء والأفكار في الفلسفة اليونانية، فاللاهوت المسيحي مقتبس من نفس المعين الذي صبت فيه نظرية أفلاطون الحديثة، ولذا نجد بينهما متشابهات كثيرة «.
وقد انتقلت فلسفة اليونان عن طريق الاسكندرية حيث ظهر أفلوطين الإسكندري (ت 207م) وكان يقول بالثالوث (الله، العقل، الروح)، ولذا كان أساقفتها (الإسكندرية) من أوائل المؤمنين بالتثليث والمدافعين عنه.
ويقال أيضاً أن الوثنيات قد تسربت إلى النصرانية عبر روما، وممن يقوله ولديورانت حيث يقول: »
لما فتحت المسيحية روما انتقل إلى الدين الجديد دماء الدين الوثني القديم: لقب الحبر الأعظم، عبادة الأم العظمى… «.
ويؤيد هذا الأستاذ روبرتسون في كتابه »
وثنية المسيحيين « ويرى أن هذه المعتقدات وصلت إلى روما من الفرس عام 70ق.م.
ويرى آخرون أن هذه المعتقدات انتقلت عن طريق الفكر الفرعوني القديم والذي انتقل إلى النصرانية بسبب ظروف الجوار.
فيما يرى الأستاذ حسني الأطير بأن التسرب لهذه الأفكار كان عن طريق طرسوس والتي كانت مدرسة كبرى للأدب الإغريقي، ونشأ فيها بولس، وانعكست تعاليمها فيه.
ولما كان تسرب المعتقدات الوثنية إلى النصرانية حقيقة ساطعة كالشمس كان لا بد أن تعترف بها بعض الأقلام الجريئة المنصفة.
فمن هؤلاء المهتدية إلى الإسلام مريم جميلة التي تقول: »
لقد تتبعت أصول المسيحية القائمة فوجدتها مطابقة لمعظم الديانات الوثنية القديمة، ولا يكاد يوجد فرق بين هذه الديانات وبين المسيحية سوى فروق شكلية بسيطة في الاسم أو الصورة «.
ويقول أستاذ الحفريات جارسلاف كريني في كتابه »
ديانة قدماء المصريين «: » إن التثليث دخيل على النصرانية الحقة، وإنه مستورد من الوثنية الفرعونية «.
ويقول العلامة روبرتسون في كتابه»
وثنية المسيحيين «، الذي تحدث فيه ملياً عن اقتباس عقائد النصرانية من الوثنيات فيقول: » يسرني أن أسجل أن من بين المسيحيين الذين تعرضوا لكتابي هذا بالنقد والمناقشة لا يوجد واحد عارض الحقائق التي ذكرتها به، تلك التي قادتني إلى أن أقرر أن أكثر تعاليم المسيحية الحالية مستعار من الوثنية «.
ويقول كُتّاب »
أسطورة تجسد الإله « بمثل ذلك فيقولون: » إن الاعتقاد بأن المسيح هو الله أو هو ابن الله أو تجسد فيه الله ليست سوى خرافة من خرافات الوثنيين وأساطيرهم الأولى «.
وكعادة النصارى وولعهم بغريب النتائج يقول صابر جبرة وهو يقر بوجود التشابه بين تثليث النصرانية وتثليث قدامى المصريين، فيقول: »
إن فكرة التثليث عند قدماء المصريين كانت نبوءة فطرية للتثليث في المسيحية^، المسيحية التي لم يذكر فيها التثليث إلا مرة واحدة وعلى استحياء في آخر إنجيل متى.
من ذلك كله لا يسعنا إلفا القول أن التثليث عقيدة منحولة من تلك الديانات الوثنية التي ضلت عن الفطرة، وابتعدت عن هدي النبوات
وصدق الله العظيم وهو يخبرنا عن مصدر الكفر الذي وقع به النصارى فيقول: « وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون» «التوبة: 30» .


وعبدت غير الله العظيم.


المسانل المسكتات المسالة الأولى من المسكتات

 المسانل المسكتات المسالة الأولى من المسكتات وأول المسائل المسكتات أنا نسأل النصارى عن هذ ا التوحيد ) 1 ( الذي شرحته والإيمان الذي وصفته ، ه...