الاثنين، 30 يونيو 2008

ميلاد المسيح عليه السلام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ميلاد المسيح عليه السلام

من المؤسف ان اصدقاؤنا المسيحيون يتخذون من ميلاد المسيح المعجز برهاناً على ألوهيته ، ذلك أنه ولد من غير أب . والرد على هذا الادعاء هو :

إن وجود المسيح من غير أب لا يمكن مطلقاً أن يكون دليلاً على لاهوته ، إذ أن جميع الحيوانات والطيور والحشرات بل إن جميع الجراثيم والفطريات أوجدها الله في الأصل من غير أب ولا أم بل الأقرب إلي ذلك آدم عليه السلام فقد وجد بلا أب ولا أم ! فهل نتخذ من أعجوبة خلق آدم بلا أب ولا أم برهاناً على ألوهيته ؟!

علماً بأن السيدة مريم عليها السلام كانت من بنات آدم ، ولولاها لما وجد المسيح عليه السلام .

وهل تعلم أيها القارىء الكريم ان الاطباء الآن يستطيعون تكوين جنين بدون أب وأم بعلم الاستنساخ وغيره من أنابيب ؟ !

فهل نظن بعد ذلك ان الله لايستطيع أن يخلق المسيح عليه السلام بهذه الحكمه من غير أب ؟!

جاء في إنجيل لوقا [ 3 : 8 ] ان يوحنا المعمدان كان يقول للجموع : (( ولا تبدئوا تقولون في أنفسكم لنا إبراهيم أباً فإن الله قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولاداً لإبراهيم ))

ولقد ذكر بولس في رسالته للعبرانيين [ 7 : 3 ] من هو أولى بالألوهية من المسيح إذا اعتبرنا عدم دخول الأب في تكوين الجنين دليلاً على الالوهية ، فملكى صادق وهو الكاهن الذي كان معاصراً لإبراهيم عليه السلام يقول عنه بولس انه : (( بلا أب بلا أم بلا نسب بلا بداءة أيام له ولا نهاية حياة ))

ان هذا يفوق المسيح في كونه بلا أم ولا أب وبلا بداية !

وإذا قال قائل أن المسيح نفخ من روح الله قلنا : إن آدم أيضاً نفخ فيه من روح الله ، يقول الله سبحانه وتعالى في خلق آدم : (( فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ )) الآية 29 من سورة الحجر . ويقول الله عنه أيضاً : (( ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ )) الاية 9 من سورة السجدة .

وقد ورد في سفر التكوين [ 41 : 38 ] في حق يوسف عليه السلام : (( هل نجد مثل هذا رجلاً فيه روح الله ؟ ))

وقد جاء في رسالة يوحنا الأولى [ 4 : 1 ] قوله : (( أيها الاحباء لا تصدقوا كل روح ، بل امتحنوا الأرواح هل هي من الله ؟ لأن أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا إلي العالم ))

إن قول يوحنا : (( لا تصدقوا كل روح )) يفيد أن الروح شخص ، فهو صادق إذا قامت البراهين على صدقه ، وكاذب إن دلت الأدلة على كذبه .

وقد ذكر القسم الأول من الصادقين في قوله : (( هل هي من الله )) وذكر القسم الثاني من الكاذبين في قوله : (( لأن أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا إلي العالم )) .

وكتب لوقا في [ 9 : 51 ، 56 ] توبيخ المسيح لتلميذين من تلاميذه اللذين أرادا الانتقام من أهل قرية لسوء أدب أهلها وبخلهم ، بقوله :

(( لستما تعلمان من أي روح أنتما )) فقوله : (( لستما تعلمان من أي روح أنتما )) يريد أنهما من روح الحلم والعفو ، فيناسب أن لا يقاوما البخل بالشر ، وليسا من روح القسوة والانتقام حتى يطلبا خراب قرية لسوء أدب أهلها في أداء آداب الضيافة .

وغني عن البيان أن لا يقال : من أي روح هو إلا إذا كان هو نفس ذلك الروح الخيري أو هو نفس الروح الشري مبالغة .

ويوضح المعنى بجلاء ما ورد برسالة يوحنا الأولى [ 4 : 4 ، 6 ] قوله :

(( أنتم من الله أيها الأولاد ، وقد غلبتوهم لأن الذي فيكم أعظم من الذي في العالم هم من العالم من أجل ذلك يتكلمون من العالم ، والعالم يسمع لهم ، نحن من الله فمن يعرف الله يسمع لنا ، ومن ليس من الله لا يسمع لنا ))

فالشاهد فيه قوله :

(( انتم من الله )) و (( نحن من الله )) ومعناه أننا وإياكم أرواح هادية علوية خيرية .

وقوله : (( هم من العالم )) و (( من ليس من الله )) ومعناه أنهم أرواح ضالة مضلة أرضية شيطانية شريرة .

وورد في سفر التكوين [ 23 : 6 ] قول بني حث لإبراهيم عليه السلام : (( أنت رئيس من الله ))

والنتيجة هي :

لو كان معنى أن المسيح روح من الله أي هو الله للزم أن يكون جميع الانبياء الصادقين ( الذين هم أرواح من الله ) أن يكونوا أجزاء من الله بحكم قول يوحنا في رسالته الأولى [ 4 : 1 ] وللزم أن يكون جميع المؤمنين أجزاء من الله بحكم قول يوحنا السابق في رسالته الأولى [ 4 : 4 ] وللزم أن يكون إبراهيم جزءاً من الله بحكم قول بني حث السابق ذكره في سفر التكوين [ 23 : 6 ] وللزم أن يكون آدم عليه السلام جزءاً من الله !

وذلك كله ظاهر البطلان .

ويتبين لنا من نصوص الكتاب المقدس أن الروح يوجد منها الروح الرباني والروح الشيطاني :

( 1 ) ورد في سفر العدد [ 11 : 29 ] : (( يا ليت كل الرب كانوا أنبياء إذا جعل الرب روحه عليهم . ))

( 2 ) ورد بسفر أعمال الرسل [ 5 : 9 ] :

(( ما بالكما اتفقتما على تجربة روح الرب ))

( 3 ) ورد بسفر إشعياء [ 61 : 1 ] :

(( روح السيد الرب علي ))

( 4 ) ورد بسفر الأيام الثاني [ 24 : 20 ] :

(( ليس روح الله زكريا ))

( 5 ) ورد برسالة بولس إلي رومية [ 8 : 9 ] :

(( إن كان روح الله ساكناً فيكم ))

( 6 ) ورد في إنجيل لوقا [ 4 : 33 ] :

(( وكان في الجمع رجل به روح شيطان ))

( 7 ) ورد برؤيا يوحنا [ 16 : 14 ] :

(( فإنهم أرواح شياطين ))

فمما تقدم يتبين أن هناك روح رباني وروح شيطاني .

ويتبين لنا من نصوص الكتاب المقدس ان الروح يوجد منها الروح الطاهر والروح النجس :

( 1 ) ورد في مزمور [ 51 : 11 ] :

(( روحك القدوس لا تنزعه مني ))

( 2 ) ورد بإنجيل لوقا [ 1 : 15 ] قوله :

(( لأنه كان رجلاً صالحاً وممتلئاً من الروح القدس ))

( 3 ) ورد بإنجيل مرقس [ 1 : 23 ] :

(( وكان في مجمعهم رجل به روح نجس ))

( 4 ) ورد بإنجيل لوقا [ 9 : 42 ] :

(( فانتهز يسوع الروح النجس ))

وطبقاً لما ورد في رسالة يوحنا الأولى [ 4 : 6 ] فإن هناك روح الخير وروح الضلال فهو يقول :

(( من هذا تعرف روح الحق وروح الضلال ))

وبهذا نعرف :

ان معنى كون المسيح روح من الله المراد بذلك أن المسيح روح خيرية علوية ، وليس هو من الارواح الشيطانية النجسة الشريرة المضلة .

معنى إضافة الروح إلي الله :

( أ ) إن إضافة الشيء إلي الله في الاسفار الكتابية هي إضافة تشريف ، وليس هذا اسلوباً مستحدثاً ولا من مبتكرات اللغة العربية وحدها ، بل هو قديم جداً طبقاً للآتي :

1 – ورد بسفر التكوين [ 23 : 6 ] عن بني حث وقولهم لإبراهيم :

(( أنت رئيس من الله )) أي رئيس عظيم

2 – ورد في المزمور [ 36 : 6 ] :

(( عدلك مثل جبال الله ))

3 – ورد في المزمور [ 80 : 10 ] :

(( أغصانها أرز الله )) . أي أنه كبير الحجم

4 – ورد في المزمور [ 51 : 11 ] :

(( وروحك القدوس لا تنزعه مني )) . أي الروح الفاضل الجيد لا تنزعه مني .

5 - ورد في سفر حزقيال [ 36 : 27 ] خطاباً لبني إسرائيل :

(( واجعل روحي في داخلكم )) أي روح حياة اجتماعية ودولة عظيمة

( ب ) أو يقال :

إن إضافة الروح إلي الله إضافة احتراز عما يقوله اليهود في المسيح ، إذ أن أعداء المسيح من اليهود كانوا غير مصدقين أن به روح خيري قدسي ، بل كانوا يعتقدون أنه بالذات روح شيطاني نجس وإليك الادلة :

( 1 ) كتب مرقص في [ 3 : 22 ] عن المسيح :

(( وأما الكتبة الذين نزلوا من أورشليم فقالوا : إن معه بعلزبول ، وأنه برئيس الشياطين يخرج الشياطين ))

( 2 ) كما كتب مرقص في [ 3 : 30 ] عن المسيح :

(( لأنهم قالوا إن معه روحاً نجساً ))

( 3 ) وورد بإنجيل يوحنا [ 7 :20 ] قول اليهود عن المسيح أيضاً :

(( أجاب الجميع وقالوا بك شيطان ))

فرد عليهم القرآن الكريم بأنه روح من الله ولهذه الإضافة نظائر كثيرة في الكتاب المقدس :

( 1 ) ما ورد في إنجيل متى [ 10 : 20 ] من قول المسيح :

(( بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكم ))

( 2 ) ورد في رسالة بولس لأهل رومية [ 8 : 9 ] قول بولس لهم :

(( إن كان روح الله ساكناُ فيكم ))

( 3 ) ورد برسالة يوحنا الأولى [ 4 : 1 ] قول يوحنا :

(( لا تصدقوا كل روح با امتحنوا الأرواح هل هي من الله ))

( 4 ) ورد برسالة بولس الأولى إلي كورنثوس [ 11 : 12 ] :

(( ولكن جميــــع الأشياء هي من الله ))

بيان عما ورد في القرآن الكريم من إضافة الشيء إلي الله :

( 1 ) ورد قوله تعالى : (( ناقة الله )) في سورة الشمس : الآية 13

( 2 ) ورد قوله تعالى عن آدم عليه السلام في سورة الحجر : الآية29 : (( فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي ))

( 3 ) ورد قوله تعالى : (( وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )) في سورة الجاثية : الآية 13 .

( 4 ) ورد قوله تعالى (( عند بيتك المحرم )) في سورة ابراهيم :الآية 37 .

وقد اضاف الله كل ما تقدم له إضافة تعظيم .


المسانل المسكتات المسالة الأولى من المسكتات

 المسانل المسكتات المسالة الأولى من المسكتات وأول المسائل المسكتات أنا نسأل النصارى عن هذ ا التوحيد ) 1 ( الذي شرحته والإيمان الذي وصفته ، ه...