الجمعة، 21 نوفمبر 2008

تجسد الإله في الميزان

تجسد الإله في الميزان

تجسد الإله في الميزان

و التجسد المقصود هنا هو تحول الله العلي إلى جسد بشري (ناسوت) و يحمل بداخله ذات الله (لاهوت) و أنه تعطف وتواضع و نزل من عليائه عن طريق مريم و عاش بين الناس ليُحس بما يحسونه و يشعر بما يشعرون و يتألم كما يتألمون ثم مات على الصليب تكفيراً لخطايا البشر و ليضع عنهم إثم الخطية الأولى لابن آدم الأول الذي قَتل أخيه. أو لآدم نفسه لعصيانه أمر ربه..

و تعالوا بهدوء نناقش هذا الأمر :

أولاً مسالة التجسد : و أعرض في ذلك تساؤل منطقي هل الأدنى يمكن أن يحتوي الأعلى ؟ وللتوضيح هل يمكن لإناء صغير أن يحوي ما هو أكبر منه بالطبع لا.. فكيف إذن يحتوى رحم مريم الذات الإلهية العظيمة و الذي لا يعلم حدودها إلا هو سبحانه "وسع كرسيه السماوات و الأرض" البقرة... أم كيف تقلص الإله وتكثف حتى يحتويه بطن مريم.. و من ثم يبرز سؤال آخر كيف بالإله الذي طبيعته لا محدودة أن يتحد مع بدن إنسان له طبيعة محدودة ؟ أعنى رحم مريم أو جسد مريم و قد أسلفنا ما ذُكر من أن الله له حياة في ذاته و الابن له حياة في ذاته فاختلاف بين الذات و الحياة هنا في الإنسان و في الله .

تساؤل آخر من كان يُدير العالم و يحكمه و يُصرف أموره حتى تم حمل مريم بالإله؟؟ عفوا أصدقائي النصارى آسف لم تعتقدون في التجسد .

في معرض تفسيره لإنجيل (لوقا) يقول بنيامين بنكرتن في معنى "الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك" فقال لا يجوز لنا أن نبحث بحثاً عقلياً في هذا الموضوع.بل نقبل ما أُعلن بالإيمان. فإن التجسد من الأفعال الإلهية التي من الضرورة تفوق عقولنا ..

و إني أسأل:من قال بالتجسد أصلاً أنه من الأفعال الإلهية. في أي ملة من الملل. عدا الهندوسية و البوذية و عقائد قدماء المصريين ..و إنكار هذا وارد ضمنيا في هذه النصوص من العهد القديم .

*(الخروج 32 :17 :20 ) قال موسى لربه أرني يا رب مجدك فقال الله له لا تقدر أن ترى وجهي لأن الإنسان لا يراني ويعيش

*(أيوب 3 :32 ) و يقول أيوب عن الله "لأنه ليس هو إنسانا مثلي"

*(الملوك الأول 8: 22 :32 ) "و قال سليمان أيها الرب هل يسكن الله حقا على الأرض؟ هو ذا السماوات و سماء السماوات لا تسعك" إن الله جل و على لا يُحد بزمان و لا مكان .

إن القرآن يعلمنا "لا تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار و هو اللطيف الخبير" الأنعام...*"و لما جاء موسى لميقاتنا و كلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن أنظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا و خر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك و أنا أول المؤمنين" الأعراف...

هكذا جلال الله و قدرته له حجابه من النور لو كشفه لأحرقت سُبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه.

خروج(33 :18) فقال يا رب أرني مجدك .(موسى يخاطب ربه) ...............

(20 )وقال لا تقدر أن ترى وجهي لأن الإنسان لا يراني ويعيش.

خروج (20 :18)"وكان جميع الشعب يرون الرعود والبروق وصوت البوق والجبل يدخن .ولما رأى الشعب ارتعدوا ووقفوا من بعيد.

و إذا كان الجبل الأصم الصلد القاسي حجارته قد دُكَّ لما تجلى ربه عليه و وقع موسى مغشيا عليه تصوروا هذا المشهد . و مشهد غياب الله في جسد في ظلمات ثلاث (الأغشية الجنينية ، جدار الرحم ،و جدار البطن) و لمدة تسعة أشهر .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

؟؟ (1) يعتقد غالبية النصارى أن المسيح بدأ دعوته عند ثلاثين سنه (لوقا 3 :23 )ولما ابتدأ يسوع كان له نحو ثلاثين سنه " واستمرت دعوته نحو ثلاث إلى أربع سنوات إذن كان عمره كله نحو 34 سنه

. ولكن هذا الاعتقاد يشوبه شك كبير ولنا شاهد على ذلك من إنجيل (يوحنا 8 :56 ) في حوار يسوع مع اليهود "أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرى يومي فرأى وفرح .فقال له اليهود "ليس لك خمسون سنة بعد "أفرأيت إبراهيم

؟؟ وفرق كبير في السنين ما بين 34 سنه و50 سنه !

ثم بعد ذلك يولد بمخاض . ثم يُقطع له الحبل السري الذي كان يتغذى به في الرحم من خلال الدورة الدموية لمريم . ثم يرضع قرابة السنتين ، ثم يُفطم ، ثم صبياً يلهو و يلعب ثم فتىً مراهقاً ...ثم بعد ثلاثين أو أربعين سنة من هذا الحال يبدأ دعوته(1) ...بعد هذا السرد هل هو أقرب لإله أم لبشر رسول ؟؟...

*و قال سبحانه: "ليس كمثله شيء و هو السميع البصير" الشورى .

*و قال تعالى: "قل هو الله احد الله الصمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد"( الإخلاص).. أي أن الله تعالى لا يراه أحد و لا يستطيع أن يراه أحد و هو يرى كل شيء و لا يخفى عليه شيء و هو سبحانه لا يشبهه شيء من بشر أو إنسان أو أي كائن ما كان . و هو واحد في ذاته متفرد في صفاته . متفرد في طبيعته. إليه يلجأ الناس لحاجاتهم . وتذعن له قلوبَهم . وهو لم يلد أي لا يتصف بما للغرائز الحيوانية من قضاء وطر (جنس) . ولم يولد أي لم يتولد عن شيء أو من شيء . و لا يكن مكافئ أو مناظرا أو يعدله أحد .

*حتى بولس نفسه خانته ذاكرته في رسالته إلى أهل(رومية 21: 23) "و بينما هم يزعمون أنهم حكماء صاروا جهلاء و أبدلوا مجد الله الذي لا يفنى بشبه صورة الإنسان الذي يفنى"

إن الحق يعلو و لا يُعلى عليه رغم أنف المبطلين.

المسانل المسكتات المسالة الأولى من المسكتات

 المسانل المسكتات المسالة الأولى من المسكتات وأول المسائل المسكتات أنا نسأل النصارى عن هذ ا التوحيد ) 1 ( الذي شرحته والإيمان الذي وصفته ، ه...