الثلاثاء، 25 أغسطس 2009

حول إنجيل مَتَّى

حول إنجيل مَتَّى

الاستجواب لدى رئيس الكهنة:

تقول الأناجيل إن الجنود أخذوا عيسى مُوثَقَاً إلى قيافا رئيس الكهنة (متى 26/57) حيث جرى استجوابه. وسنرى هنا مدى الاختلاف بين الأناجيل الأربعة في حادثة الاستجواب لدى رئيس الكهنة اليهودي. والحادثة وردت في متى 26/57 – 75 ومرقس 14/53 – 73 ولوقا 22/54-71 ويوحنا 18/15-27 .

1- بطرس وحده تبع الجنود من بعيد (متى 26/58، مرقس 14/54، لوقا 22/54). ولكن يوحنا قال تبعهم بطرس وتلميذ آخر (يوحنا 18/15).

2- متّى قال شاهدا زورٍ شهدا ضد المسيح (26/60). مرقس قال قوم شهدوا زوراً (14/57). لوقا ويوحنا لم يذكرا شيئاً عن هذا الأمر.

3- متّى قال إن التهمة التي وجهت إلى المسيح هي قوله بأنه يستطيع أن يهدم الهيكل ويبنيه في ثلاثة أيام (26/61). مرقس قال شيئاً قريباً (14/58). لوقا ويوحنا يذكرا هذه التهمة.

4- عيسى سكت بعد سماع التهمة حسب (متى 26/62). وكذلك قال مرقس. لكن يوحنا ولوقا لم يذكرا هذا السكوت.

5- متّى قال سئل المسيح هل أنت المسيح ابن الله (26/63). مرقس قال سئل هل أنت المسيح ابن المبارك (14/61). لوقا قال سئل هل أنت المسيح (22/67). يوحنا قال سئل ماهي تعاليمك (18/19).

6- بالنسبة لجواب المسيح عن السؤال السابق، كان جوابه "أنت قلتَ" (متى 26/64). وهذا يعني أنه لم يقر هو شخصياً بأنه هو المسيح؛ وهذا يشبه قولنا "هذا ما تقوله أنت". ولكن الجواب حسب مرقس هو "أنا هو" (14/62)، وهنا أقر المسؤول بأنه المسيح!! ولكن الجواب عند لوقا هو: "إن قلتُ لكم لا تصدقوني. وإن سألتُ لا تجيبونني ولا تطلقونني" (22/68). وهذه إشارة واضحة إلى أن المعتقل يريد أن يقول لهم بأنه لو أخبرهم أنه ليس المسيح فهم لا يصدقونه وأنه لو طلب إطلاق سراح نفسه لما استمعوا إليه. حسب لوقا لم يعترف المعتقل بأنه هو المسيح!! وأما الجواب حسب يوحنا، فقد كان: "في الخفاء لم أتكلم بشيء..." (18/20). إذاً حسب متّى لم يقر المعتقل بأنه هو المسيح إقراراً واضحاً؛ وحسب لوقا لم يعترف المعتقل بأنه المسيح!! هذا يلقي شكاً حول شخصية المعتقل.

7- من ضمن الجواب، قال المعتقل سترون ابن الإنسان (عيسى) جالساً عن يمين القوة (متى 26/64). وكذلك روى (مرقس 14/62). وأعطى لوقا رواية مشابهة مع حذف عبارة "آتياً على سحاب السماء" (22/68). ويوحنا لم يذكر هذه العبارة إطلاقاً.

8- وعندما سأل رئيس الكهنة الحاضرين عن رأيهم وحكمهم في المعتقل، قالوا "مستوجب الموت" (متى 26/66). وكذلك قال مرقس (الذي يبدو أن إنجيله مأخوذ من إنجيل متّى بعد الاختصار علماً بأن مرقس من تلاميذ بطرس وليس من تلاميذ المسيح). أما لوقا ويوحنا فلم يذكرا هذه العبارة على الإطلاق ولا أية عبارة مشابهة أو بديلة ولا سؤال رئيس الكهنة للناس عن رأيهم.

9- وعن معاملة الجنود والحاضرين للمعتقل، ذكر متّى أنهم بصقوا في وجهه وأنهم لكموه (26/67). وأيده مرقس في البصق واللكم (14). وقال متّى لطموه (26/67) وانفرد متّى باللطم. وقال لوقا غطوه وضربوا وجهه (22/64)، وانفرد لوقا بهذه اللقطة. وقال لوقا جلدوه (22/63) وانفرد لوقا بذكر الجلد. وقال لوقا استهزؤوا به (22/63) وانفرد لوقا بذلك. وقال يوحنا ضربه خادم (18/22) وانفرد يوحنا بذلك. وقال يوحنا إن المعتقل قال للخادم "لماذا تضربني" (18/23) وانفرد يوحنا بذكر هذا الاحتجاج.

10- وعن موقف بطرس، أنكر بطرس أنه يعرف المسيح وأنه من تلاميذه (متى 26/69). كبير الحواريين ينكر أنه من تلاميذ المسيح وينكر أنه يعرف المسيح!! أنكر ثلاث مرات!! ولكن الأناجيل اختلفت كالعادة. متّى قال الإنكار جاء بعد استجواب المعتقل. وكذلك قال مرقس (الذي يشبه متّى عادة لأنه نقل إنجيله منه!!). ولوقا روى إن إنكار بطرس جاء بعد استجواب المعتقل. أما يوحنا فقد روى أن بطرس أنكر مرة قبل الاستجواب ومرتين بعده.

وهكذا نرى أن الأناجيل اختلفت في من تبع المعتقل، وفي عدد شهود الزور، واختلفت في التهمة، وفي سؤال رئيس الكهنة، وفي جواب المعتقل، وفي حكم الحضور، وفي طريق معاملته. والاختلاف المهم هو في عدم إقرار المعتقل بأنه هو المسيح (حسب متّى وحسب لوقا). هذه الاختلافات تلقي ظلالاً من الريبة حول المصداقية. أي الروايات هي الصحيحة ؟ وأي الروايات هي الباطلة ؟ أليس من المحتمل أن تكون باطلة ؟ أين الحقيقة بين كل هذه الروايات أو خلفها أو خارجها ؟!!

حسب الأناجيل لم يكن أحد من الحواريين حاضراً استجواب المعتقل، فكيف جزموا بالضبط بشأن ماهية الاستجواب والأسئلة والأجوبة وما حدث ؟ إذاً يصعب الركون إلى روايات أناس لم يشاهدوا ما حدث، كما أنهم لم يذكروا مصادر معلومات أي قدموا روايات بلا سند!! ولذلك جاءت رواياتهم متناقضة.

مصير الإسخريوطي:

ماذا كان مصير يهوذا الإسخريوطي الذي وشى بعيسى المسيح وتأمر مع الكهنة بقصد إرشادهم إليه للقبض عليه ؟

متّى فقط هو الذي روى أن يهوذا ندم على ما فعل وأنه قال لرؤساء الكهنة في الهيكل: "لقد أخطأت إذ سلَّمتُ دماً بريئاً. فقالوا ماذا علينا... فطرح الفضة في الهيكل وانصرف. ثم مضى وخنق نفسه". (متى 27/4-5).

هذه القصة لم يذكرها سوى متّى. لم يذكر سواه من الأناجيل أن يهوذا ندم أو أنه خنق نفسه. لماذا ؟! أليس غريباً ألاّ تذكر ثلاثة أناجيل من أربعة مصير الواشي؟!! السبب بسيط هو أن يهوذا لم يقل ما نسب إليه ولم يخنق نفسه، بل هو الذي صلب بدلاً من المسيح. أنقذ الله المسيحَ عيسى وألقى شبهه على يهوذا الواشي وسيق يهوذا إلى الصلب بدلاً من المسيح عيسى بن مريم. لو كان يهوذا قد خنق نفسه فعلاً لذكرت ذلك الأناجيل الأربعة. ولكن انفراد متّى فقط بذكر الانتحار وعدم ذكر الأناجيل الثلاثة الأخرى له دليل قوي على عدم حدوثه. ولقد ظهرت القصة في متّى لتدارك سؤال سائل: وماذا حدث ليهوذا ؟! فاختلفت القصة والجواب اختلافاً، والواقع يخالف ذلك.


المسانل المسكتات المسالة الأولى من المسكتات

 المسانل المسكتات المسالة الأولى من المسكتات وأول المسائل المسكتات أنا نسأل النصارى عن هذ ا التوحيد ) 1 ( الذي شرحته والإيمان الذي وصفته ، ه...