الخميس، 3 ديسمبر 2009

نظرات في الكتاب المقدس2



نظرات في الكتاب المقدس
New Page 0
ثانياً : تدوين الكتاب المقدس

من كتب العهد القديم ؟

على أهمية هذا السؤال ، فإن أحدا لم يتول الإجابة عليه ، فأحيانا يكتفى مؤلف مقدمة الكتاب المقدس بأن يجيب بهذا الجواب المقتضب : أن مؤلف هذه الكتب كلها هو الرب بالرغم من أنها كتبت بأقلام بشر ألهمهم روح القدس !

وأحيانا أخرى يضاف تصحيحا فى طبعة أخرى يذكر فيها : إن هناك تفاصيل قد أضافها بشر إلى النص الأول ، وأن الطابع المشكوك فيه لفقرة ما فى هذا النص لا يبتعد بالحقيقة العامة التى تنبع منه ، فدائما الكنيسة تتكفل بصحة النصوص مهما تعددت تداخل أيادى البشر فى النصوص من طبعة لأخرى .

لقد نشرت الكنيسة منذ مجامع القرن الرابع المسكونيه التى انعقدت بفلورنسا 1441 ، وترنت سنة 1546 ، والفاتيكان 1870 ، بحيث أنها تشكل ما يسمى بالقانون .

ومنذ عهد قريب قام أخر مجمع للفاتيكان الثانى 1962 1965 ، بنشر نص عن التنزيل الإلهى ، وهو نص ذو أهمية كبيرة إذ عمل المجمع طيلة ثلاث سنوات لإعداده .

ومهما طمأنت الكنيسة اتباعها حول صحة هذا النص فيبقى أن من راجع هذا النص بشر لا يبعدون عن الهوى الشخصى .

وهناك دراسات قيمة وموضوعية كدراسة ادموند جاكوب "العهد القديم" :

"يشير ادموند جاكوب إلى أنه فى البدء لم يكن هناك نص واحد فقط ، بل كان هناك تعدد فى النصوص ففى القرن الثالث قبل الميلاد تقريبا ، كان هناك على الأقل ثلاث نسخ معروفات للنص العبرى للتوراة ، كان هناك النص المحقق (الماسورى) ، والنص الذى استخدم جزئيا على الأقل فى الترجمة إلى اليونانية والنص السامرى أو ما يسمى أسفار موسى الخمسة .

ثم بعد ذلك ، فى القرن الأول قبل الميلاد قوى اتجاه إلى تدوين نص واحد ، ولكن تدوين نص الكتاب المقدس ، لم يتم إلا فى القرن الأول بعد الميلاد" . أهـ

وتعد الترجمة السبعينية ، أول ترجمة ، وهى باللغة اليونانية ، ويرجع تاريخها إلى القرن الثالث قبل الميلاد . وقد قام بها يهود الإسكندرية ، وعلى نصها أعتمد كتاب العهد الجديد ، وقد ظلت معتمدة حتى القرن السابع بعد الميلاد . والنصوص اليونانية الأصلية التى يستخدمها عموما العالم المسيحى هى المخطوطات المحفوظة بالمتحف البريطانى ويرجع تاريخها إلى القرن الرابع بعد الميلاد .

وهناك توراة تسمى توراة القديس ايرونيمس ، وقد استخدم وثائق عبرية ترجع إلى السنوات الأولى من القرن الخامس بعد الميلاد . وقد سميت هذه الطبقة Vulgate ، وهناك مدونات أرامية وسريانية Peschitta ، وهى غير كاملة .

ومن هذه المخطوطات قام المتخصصين بإعداد نصوص سميت بالمتوسطة لأنها أشبه بحلول وسط بين مختلف النسخ أما الكتاب المقدس الشهير بنسخة والتون Walton ( لندن 1657 ) فيحوى بين جلدتيه جنبا إلى جنب النسخ المختلفة من عبرية ، ويونانية ، ولاتينية ، وسريانية ، وأرامية ، وحتى العربية .

والنسخ المشهورة عن العهد القديم ثلاث :

أولاً : النسخة العبرانية: وهى المعتبرة عند اليهود والبروتستانت .

ثانياً : النسخة اليونانية : وهى التى كانت معتبرة عند النصارى حتى القرن الخامس عشر وكانوا حتى ذلك الوقت يعتقدون بتحريف النسخة العبرانية ، ولا تزال هذه النسخة حجة عند الكنيسة اليونانية .

ثالثاً: النسخة السامرية : وهى المعتمدة عند السامريين وهذه النسخة هى النسخة العبرانية ولكنها تشتمل على سبعة كتب من كتب العهد القديم ( الكتب الخمسة المنسوبة إلى موسى عليه السلام إضافة إلى كتابى يوشع والقضاة ) .

وكثير من علماء البروتستانت يظنون النسخة السامرية أدق من العبرانية ويعتقدون أن اليهود حرفوا النسخة العبرانية وقد يضطرون إلى النسخة السامرية فى بعض المواضع ويقدمونها على العبرانية .

ويجب ألا تفوتنا ذكر الملاحظات الآتية :

1- أن رجال الدين المسيحى واليهود لم يتفقوا على المسمى الذى يتناوله العهد القديم ، وكان ذلك الموضوع مثار جدل فى المجالس الكنسية من عهد المسيح وإلى وقتنا هذا .

2- أن كثيرا من الأسفار الموجودة بالعهد القديم يعتقد الكثير من العلماء أنها كتبت بعد موسى لأنها حوت أشياء لا يمكن أن تكون صادرة عن موسى أو أوحيت إليه من الله ، وأنها زيادات قد يتفق على تعيين من ألحقها فى البعض ، وقد لا يمكن ذلك فى الباقى .

3- أن اليهودية حين اصطدمت بالإغريقية وثقافتها لم تستطع أن تحفظ العقائد على أصلها كما كانت فى عهد موسى ، وأن كثيرا من العقائد التى يقال عنها أنها يهودية هى فى الواقع فلسفة إغريقية تهودت أو يهودية صبغت بالإغريقية ، ولا نستطيع أن نكون صورة صادقة عن الأصل الذى أوحيت به .

4- أن بعض علماء اليهود أنفسهم ينكرون بعض ما جاء فى نصوص التوراة المتداولة بينهم .

5- إن كثيرا من الأحكام التشريعية التى قيل إنها جاءت من موسى ، لم تكن إلا من زيادات الملوك والعلماء فى عصور متأخرة ، وتلك الأحكام تمثل حياة متأخرة عن العصر الذى كان فيه موسى .

6- أن علماء اليهود لا يمكنهم الإدعاء أن التوراة التى بين أيديهم نقلت إليهم تواترا جمعا عن جمع .

وأخيرا فإن التوراة لم تكتب إلا بعد الرجوع من المنفى ولم تضم أسفارها إلا بعد ذلك ، ومن هنا يتبين أن أكثر من ثلثى الكتاب المقدس لا يعترف به أكثر من ثلث أهل الكتاب فما السبب؟!

أما الأناجيل :

فالإنجيل الذى دونه متى يركز على أن المسيح هو الملك الذى كان اليهود ينتظرونه ، فلما جاء رفضوه وصلبوه ، مع أنه فى إنجيل متى أبن داود الذى تمت به نبوءات العهد القديم ، وأبن إبراهيم الآتى بالبركة للأمم جميعا .

وفى هذا الأنجيل وصف لنهاية المسيح وأحداث صلبه بتفصيل كبير عن باقى الأناجيل ، وهذا الأنجيل يتميز بنسب المسيح حتى داود عليه السلام وإبراهيم عليه السلام بتفصيل مدهش مما يكذب الدعوى بأنه أبن الله .

وقد كتب إنجيل متى عام 80 بعد الميلاد .

ويقول أدموند كولمان :

" ويقدر غالبا أن إنجيل متى قد كتب بسوريا وربما إنطاكية ، أو بفينيقيا ، ففى هذه المناطق كان يعيش عدد كبير من اليهود ، ويمكن أن يستشف منه معركة فكرية ضد اليهودية المعبدية الأرثوذكسية العزيزية التى ظهرت بالمجمع الكنسى اليهودى بجامينا فى نحو عام 80 ميلادية ، وفى ظل هذه الظروف يكثر عدد الكتاب الذين يؤرخون للانجيل الأول بما بين عامى 80 ، 90 ميلادية .

أما إنجيل مرقس فحسب الترجمة المسكونية يكون إنجيل مرقس ، قد تحرر بعد موت بطرس أى على أكثر تقدير بين 65 ، 70م ، أو فى عام 70م حسب أكثر المؤرخين .

وأنجيل لوقا يمكن تقدير تاريخ كتابته بالنظر إلى عوامل عدة ، فقد استعان لوقا بأنجيلى مرقس ومتى وكما تقول الترجمة المسكونية فيبدو أنه قد عايش حصار القدس وتدميرها تحت جيوش ثيتوس عام 70م ، وعلى هذا يكون هذا الأنجيل لاحقا على هذا التاريخ ، ويحدد النقاد الحاليون غالبا تاريخ تحريره ما بين عامى 80 ، 90م .

وعن إنجيل يوحنا فقد كتب فى عام 96م ويختلف تماما عن سابقيه إلى أن الأب روجى كتب فى مقدمة كتابه "مقدمة إلى الأناجيل" : "إنه عالم أخر ". أهـ


المسانل المسكتات المسالة الأولى من المسكتات

 المسانل المسكتات المسالة الأولى من المسكتات وأول المسائل المسكتات أنا نسأل النصارى عن هذ ا التوحيد ) 1 ( الذي شرحته والإيمان الذي وصفته ، ه...