السبت، 30 يوليو 2011

نهنئ الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها بشهر رمضان المبارك شهر القرآن والإنتصارات ،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)
سورة البقرة،
 إدارة مدونة من خير أمة إلي كل نصراني عاقل تهنئة الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها بشهر رمضان المبارك  شهر القرآن والإنتصارات ،
 نسأل الله أن ينصر الأمة المسلمة علي كل أعدائها وأن يهدي حكامها ويوحد صفوف شعوبها ،
اللهم آمين :
والحمدلله رب العالمين

الجمعة، 29 يوليو 2011

حَوْل أعمال الرسل ( إلا اليهود فقط )

إلا اليهود فقط :
       تلاميذ عيسى الذين توجهوا للدعوة ساروا " وهم لا يكلمون أحداً بالكلمة إلا اليهود فقط" (أعمال 11/19). لماذا اليهود فقط ؟! لأن تعاليم عيسى كانت واضحة تماماً لتلاميذه بأن يقصروا دعوتهم على بني إسرائيل ، لأنه هو نفسه قال : " لم أرسل إلا إلى خراف بين إسرائيل الضالة" (متى 15/24) عيسى لبني إسرائيل فقط . دعوته لبني إسرائيل فقط.
       فإذا كنت نصرانياً، أسأل نفسك: هل أنا من بني إسرائيل فقط. دعوته لبني إسرائيل فقط .
       فإذا كنت نصرانياً ، أسأل نفسك : هل أنا من بني إسرائيل ؟ إذا لم تكن من بني إسرائيل فعيسى لم يأت إليك . هذا قول عيسى نفسه في إنجيل (متى 15/24) افتح إنجيل متى ، الأصحاح 15، جملة رقم 24 . وانظر بنفسك قوله . هو لخراف بني اسرائيل الضالة فقط ، فقط ، فقط . وهو لتلك الخراف إلى حين مجيء الرسول الذي بشر به عيسى ، وهو محمد (صلي الله عليه وسلم).
برنابا :
       "لأنه (أي برنابا) كان رجلاً صالحاً وممتلئاً من الروح القدس والإيمان " (أعمال 11/24) .
       برنابا من تلاميذ عيسى وليس من الحواريين لكن برنابا في إنجيله يجعل نفسه حوارياً . يقول النص عنه إنه كان صالحاً مملوءاً بالإيمان . جميل . إذا كان الأمر كذلك ، فأين الإنجيل الذي كتبه برنابا ؟! لماذا حرقته الكنيسة ؟!! نعم لقد حرقت الكنيسة إنجيل برنابا مع سواه من الأناجيل التي قالت الحقيقة . كل إنجيل قال إن عيسى هو رسول الله وعبده حرقوه . كل إنجيل لم يقل إنه ابن الله حرقوه . كل إنجيل لم يقل بالتثليث حرقوه .
       شروط عدم حرق الإنجيل : أن يقول بأن عيسى ابن الله وأن الله ثلاثة في واحد أو شيئاً قريباً من هذا وأن الصلب للفداء وألا يصرح ببشارة عيسى بمحمد (صي الله عليه وسلم).
       إنجيل برنابا قال إن عيسى عبد الله ورسوله. وقال إن الله واحد . وقال إن عيسى لم يصلب وأكد بشارة عيسى بالرسول محمد. أي إن إنجيل برنابا أكد بشرية عيسى ورسوليته ووحدانية الله ونفى صلب عيسى. إن إنجيل برنابا أنكر الأبنية والتثليث والصلب، وهي ثلاثة أركان رئيسية في النصرانية. لذلك لم يعجبهم إنجيل برنابا . فحرقوه لأنه قال الحقيقة . حرقوه لأنهم لا يريدون الحقيقة . حرقوه لأنهم يريدون تفصيل إنجيل يناسبهم . يريدون إنجيلاً يتبعهم ولا يريدون إنجيلاً يتبعونه !!! حرقوه وهددوا من يتداوله . ثم عثر على نسخة يتيمة منه .
       ونلاحظ في النص أن برنابا امتلأ من " الروح القدس " والمقصود هو " الإيمان" أي امتلأ إيماناً ، أي تقوى وصلاحاً . فلماذا لا يقولون " امتلأ صلاحاً أو إيماناً أو تقوى " لماذا يريدون ملأه بالروح القدس ، وكأن الروح القدس مادة تدخل الأجساد، أو حقنة، أو بلازما الدم ، كأنه مادة للتوزيع ؟!! إذا كان الروح القدس عندهم هو " الله " فكيف يملأون الناس بالله ؟!! ولماذا يصرون على استخدام كلمة "الله" في سياق يكون استخدام كلمة أخرى فيه أجدى؟! وأنا أسأل : أيهما أدق في التعبير وأوضح في التصوير .
       أن نقول " امتلأ فلان بالروح القدس " أم أن نقول " امتلأ فلان بالإيمان أو الصلاح أو التقوى " ؟!! أنا اعتقد أن قولنا " امتلأ بالإيمان" أوضح وأدق وأقل التباساً وإرباكاً من قولنا "امتلأ بالروح القدس" لكنهم يصرون على استخدام ألفاظ تثير البلبلة في النفس والاضطراب في الفهم !!!!
لليهود فقط :
       برنابا وشاول ( الذي صار بولس) " لما صارا في سلاميس ناديا بكلمة الله في مجامع اليهود " (أعمال 13/5) . وهذا يؤكد أن رسالة عيسى لليهود وحدهم وأن الدعوة بها خارج اليهود مخالفة لتعاليم عيسى التي ذكرناها سابقاً وأبرزها النص الوارد في (متى 15/24) .
       ويقول بولس: " أقام الله لإسرائيل مخلصاً يسوع" (أعمال 13/23). هذا النص ايضاً يدل على أن يسوع (أي عيسى) مخلص لبني إسرائيل وحدهم.
       وأخذ برنابا وبولس يدعوان الناس . ولقيا تجاوباً ، إذا اجتمعت كل المدينة لسماعهما يوم سبت (أعمال 13/44). ولكن الكهنة اليهود لم يعجبهم نجاح دعوة برنابا وبولس فصاروا يقامون تلك الدعوة . فقال بولس وبرنابا : " كان يجب أن تكملوا أنتم أولاً بكلمة الله ، ولكن إذ دفعتموها عنكم وحكمتم أنكر غير مستحقين للحياة الأبدية هو ذا نتوجه إلى الأمم " (أعمال 13/46).
       وهذا النص (أعمال 13/46) يدل على أن رسالة عيسى لليهود أولاً فقط . ولكن عندما رأى بولس وبرنابا أن اليهود يرفضون رسالة عيسى اضطرا أن يتوجها إلى غير اليهود اضطراراً بسبب يأسهما من استجابة اليهود . فأخذ يدعوان خارج اليهود ، لا امتثالاً لأمر عيسى ، بل تحت ظرفين : أولهما غلق اليهود باب الدعوة أمامهما، وثانيهما حبهما لنشر كلمة الله . وبما أن اليهود رفضوا إتاحة الفرصة لهما ، فقد اضطرا اضطراراً إلى توسيع نطاق الجعوة خارج اليهود . كان فعلهما اجتهاداً شخصياً منهما بدافع طيب ، ولكنهما أخطآ في اجتهادهما حيث إن تعاليم المسيح كانت واضحة لتلاميذه : " إلى طريق أمم لا تمضوا وإلى مدينة للسامرين لا تدخلوا . بل اذهبوا بالحري إلى خراف بيت إسرائيل الصالة " ( متى 10/5) ولكن الخراف رفضتهم ، لذلك ذهبوا إلى الأمم على مسؤوليتهم الخاصة وخلافاً لتعاليم المسيح الصريحة . والمسيح لا يعطي تعاليم من عنده، بل هي من عند الله سبحانه وتعالى. والله أعلم بحدود رسالة كل رسول يرسله .
بولس والمرضى :
       رجل عاجز الرجلين مقعد منذ ولادته ولم يمش قط (أعمال 14/8) " قال له بولس : قم على رجليك منتصباً . فوثب وصار يمشي " (أعمال 14/10).
       بولس ليس من الحواريين ولا حتى من تلاميذ عيسى ولا سمعه ولا رآه . ومع ذلك صار إذا صاح بالمشلول مشى !!! هل حدث هذا فعلاً ؟! من أين جاءت معجزة الشفاء إلى بوليس ؟! المعجزات للرسل الذين يرسلهم الله . وبولس ليس واحداً منهم . بولس يقول أرسله عيسى (بعد موت عيسى) !! كيف بعد موته ؟! كما أن الرسول لا يبعث رسولاً مثله . مرسل الرسل والأنبياء هو الله . الرسول (الذي أقصده) هو من يختاره الله لتبليغ كلمات الله وينزل الله عليه وحياً . ولا أقصد بالرسول أي داعية أو مفوض أو سفير. هلاء رسل بالمعنى اللغوي . ولكن بالمعنى الاصطلاحي أقصد بالرسول كما ذكرت: إنسان يختاره الله لتبليغ كلمات الله إلى الناس وينزل عليه وحياً؟! قد يستطيع شخص عادي ذو شخصية قوية أن يحقق تأثيراً نفسياً ما على مريض ما وينجح في شفائه إذا كان مرضه ذا أصول نفسية مرتبطاً بالخوف أو الوهم أو ما شابه. وما حققه بولس (إن كان قد حدث فعلاً ) يقع في هذا النطاق ليس إلا .

الاثنين، 25 يوليو 2011

حَوْل أعمال الرسل ( نبياً مثلي )

نبياً مثلي :
يورد كتابهم نبوءة موسى " الذي قال لبني إسرائيل نبياً مثلي سيقيم لكلم الرب إلهكم من إخوتكم " (أعمال 7/37).
نبوءة موسى هي بشارة بمحمد (صلي الله عليه نسلم) وليس بعيسى وذلك بالأدلة الآتية :
محمد وليس عيسى هو الذي مثل موسى، لأن محمداً يشبه موسى في ولادته الطبيعية وموته الطبيعي ، ولكن عيسى ولد ولادة غير عادية وانتهى نهاية غير عادية . محمد تزوج مثل موسى ، ولكن عيسى لم يتزوج . محمد عاش طويلاً ومات بعد أن جاوز الستين مثل موسى ، ولكن عيسى مات وهو في الثالثة والثلاثين من عمره. محمد أنجب أولاداً وبنات مثل موسى ، ولكن عيسى لم ينجب لأنه لم يتزوج أساساً . محمد مثل عيسى تبعه أناس كثيرون ، ولكن عيسى لم يتبعه إلا قلة من الناس . محمد مثل موسى كان رسولاً وحاكماً ، ولكن عيسى كان رسولاً فقط . محمد جاء بشرع جديد، وهكذا فعل موسى، ولكن عيسى جاء ليكمل شريعة موسى فقط . محمد مثل موسى قاتل أعداءه ولكن عيسى لم يقاتل . وهكذا نرى أن الذي هو مثل موسى هو محمد وليس عيسى .
2- عيسى من بني اسرائيل من جهة أمه ، إذاً هو إسرائيلي . فهو ليس من إخوة بني إسرائيل ، لأنه من بني إسرائيل . أما محمد ( صلي الله عليه وسلم) فهو من العرب الذي هم أخوة بني اسرائيل سلالاياً . حيث أن بني اسرائيل من نسل إسحاق والعرب من نسل أخيه إسماعيل وكلاهما ابناء إبراهيم .
هذه النبوءة الواردة في الوراة والإنجيل لا يريدون الالتفات إليها ، لأنها لا تناسب أمزجتهم !!! إنهم يختارون من كتبهم ما يناسبهم ، وأما ما لا يناسبهم فإنهم يحذفونه أو يبدلونه أو يؤولون تفسيره حسب هواهم !!!
عن يمينه :
قال إستفانوس من تلاميذ عيسى : " أنا أنظر السماوات مفتوحة وابن الإنسان قائماً عن يمين الله " ( أعمال 7/56) .
نلاحظ هنا ما يلي :
1-    كيف كانت المساء مفتوحة ؟! لم ير الفتحة أحد سواه !!
2-    التلميذ يصف عيسى بأنه ابن الإنسان ، وليس ابن الله .
3- كيف رأي التلميذ عيسى قائماً عن يمين الله ؟! هل قوة بصره تصل إلى هناك ؟! وهل يرى حتى رأى عيسى عن يمينه ؟!
4- كيف رأى عيسى بجانب الله ويوحنا يروي أن الله قد حل في عيسى (يوحنا 14/10-11) ؟! إذا كان الله فيه فكيف يكون على جانبه ؟!
5-    إذا كان عيسى واحداً مع الله في الثالوث ، فكيف كانا اثنين ، كل مستقل بذاته حسب (أعمال 7/56) ؟!!

شاول :
شاول (الذي صار بولس) يهودي كان عدواً للمسيح وأتباعه، عدواً من الدرجة الأولى. ويقول كتابهم ذاته عن الكثير مما يبين عداءه لعيسى وأتباعه :
1-  " أما شاول فكان يسطو على الكنيسة وهو يدخل البيوت ويجر رجالاً ونساء ويسلمهم إلى السجن " (أعمال 8/3) .
2-    " وأما شاول فكان لم يزل ينفث تهدداً وقتلاً على تلاميذ عيسى " (أعمال 9/1).
3- قال عيسى لشاول : " أنا يسوع الذي أنت تضطهده " (أعمال 9/5). هذا القول من عيسى قد وقع بعد رفع عيسى بأكثر من عشرين سنة حسب كتابهم ، فكيف كلم عيسى شاول بعد موت الأول بعشرين سنة ؟!
4-    " حكم من الشرور فعل (شاول) بقديسيك في اورشليم" (أعمال 9/13).
5-    " كان الجميع يخافونه (أي شاول) غير مصدقين أنه تلميذ" (أعمال 9/26).
هذه النصوص تدل على عداء شاول (الذي صار بولس فيما بعد)، عدائه الشديد لتلاميذ المسيح. وبالطبع إن شاول لم يكن من تلاميذ المسيح ولم يره. وفجأة سقط شاول على الأرض وهو في الطريق إلى دمشق وسمع صوتاً من السماء يقول له أنا المسيح لماذا تضطهدني. حدث هذا بعد موت المسيح بعشرين سنة على الأقل !! كما أن القصة تقول إن المسيح (بعد موته) بعث شاول رسولاً إلى جميع العالم !!
والتساؤلات حول قصة بولس ( الذي كان هو شاول ) عديدة :
أ‌-     لماذا انتظر شاول حتى مات عيسى ليقول إن عيسى أرسله ؟!!
ب- عيسى نفسه رسول من الله فكيف يبعث الرسول رسولاً يوحي إليه ؟! قد يبعث الرسول داعية، وليس رسولاً.
ج- كيف يبعث عيسى بولس رسولاً وعيسى ميت ؟!
د- كيف بعثه إلى جميع العالم وعيسى نفسه قد أرسل إلى بني إسرائيل فقط ، كما أنه حذر الحواريين من دعوة غير بني إسرائيل ، حين قال لهم : " إلى طريق أمم لا تمضوا " (متى 10/5).
هـ- دعوة بولس لغير بني إسرائيل مخالفة واضحة لتعاليم عيسى . فلماذا أصر بولس على المخالفة رغم أنه يقول إنه يعمل بوحي من عيسى ؟
بطرس :
بطرس حسب (أعمال 9/34) شفى رجلاً مفلوجاً إسمه إينياس. كما أنه حسب (أعمال 9/40-42) قد أحيى ميتة اسمها طابيثا وهي من التلايمذ أو التلميذات على الأصح وكان ذلك في يافا في فلسطين .
وهنا نلاحظ ما يلي :
1-    إذا كان بطرس يحيى الموتى ، فلماذا لم يحي عيسى وقد مات على الصليب (حسب اعتقادهم) ؟ !
2- إذا كان بطرس يحيي الموتى ، فلماذا لم يحي سوى طابيثا ؟ لماذا لم يحيى تلاميذ آخرين ؟! لماذا لم يحي إستفانوس وهو من تلاميذ عيسى وقد رجمه اليهود حتى مات بإشراف شاول الذي صار بولس ؟!!!
3- إذا كان بطرس يشفي المرضى ويحيى الموتى الموتى ، فلماذا جاء رجل إلى المسيح يشكو من عجز تلاميذه عن معالجة ابنه المصروع وقال : "أحضرته إلى تلاميذك فلم يقدروا أن يشفوه " (متى 16/16) ؟!
4- قال عيسى لبطرس: "اذهب عني يا شيطان " (متى 16/23) كان شيطاناً عند عيسى. وبعد عيسى صار يحيي الموتى ويشفي المرضى !!!
5- إن المعجزات (من مثل شفاء المرضى وإحياء الموتى) يعطيها الله لمن يختارهم من الرسل. فهل كان بطرس رسولاً أرسله الله ؟ بالطبع لا. إنه فقط من تلاميذ عيسى. وتلاميذ عيسى ليسوا رسلاً من الله. فمن أين جاءت المعجزات إلى بطرس ؟!!
6-    لماذا لم نسمع أن غير بطرس من الحواريين أحيى الموتى؟! لماذا بطرس فقط؟!
7- إن عيسى نفسه قال: "كل ما أعطيتني هو من عندك" (يوحنا 17/7) معجزات عيسى من عند الله لأنه رسول الله فمن أين جاءت معجزات بطرس وهو ليس رسولاً من الله ؟!!
   هذا يدل على أن ما نسب إلى بطرس من إحياء الموتى هو محض خيال، إلا إذا كانت تلك (الميتة) لم تكن ميتة فعلاً وكانت في حال إغماء مثلاً . وهذا يحدث يومياً ، فكثيراً ما يظن الناس أن الشخص ميت ويستعدون لدفنه ، ثم يفاجئون بأنه يتحرك وينهض حياً لأنه لم يمت أساساً بل كان في حالة غيبوبة مؤقتة .
       حتى أن رسل الله لم يكونوا قادرين على إحياء الموتى . ولقد انفرد عيسى بهذه المعجزة بقدرة الله . موسى لم يحيى الموتى ، ولا إبراهيم ولا نوح ولايعقوب ولا يوسف ولا زكريا ولا يحيى . إذا كان رسل وأنبياؤه لم يحيوا الموتى ، فلماذا بطرس إذاً ؟!
أحلام بطرس :
       في (أعمال 10/10-16) جاع بطرس ونام . وفي نومه رأي السماء مفتوحة ونزلت عليه ملاءة فيها كل دواب الأرض والوحوش والطيور والزواحف: "وصار إليه صوت قم يا بطرس أذبح وكل . فقال بطرس لم آكل قط شيئاً دنساً أو نجساً . فصار إليه صوت ثانية ما طهره الله لا تدنسه أنت" (أعمال 10/13-15).
       وهكذا ففي المنام وبالأحلام التي رآها بطرس ، ثم إلغاء كل ما حرم موسى وعيسى أكله من الحيوانات !! تشريع جديد في المنام والأحلام !!!
       ما هذا ؟ هل هذا معقول ؟! حلم من أحلام بطرس، تم إلغاء شريعة موسى وما أقره عيسى !!! حلم أقوى من كتاب سماوي مسطور !!! حلم التلاميذ أقوى من قول موسى وعيسى !!! شي لا يصدق !!!
       ولقد استندت الكنيسة إلى حلم بطرس في إباحة لحم الخنزير الذي ترجمه شريعة موسى. وقد كان عيسى قد وصف الخنزير بالنجاسة حين قال إن الشيطان سكن فيه . موسى وعيسى حرما لحم الخنزير ، ولكن بطرس جاع فنام فحلم فاباحه !!!!
       ويجب أن نلاحظ أن بطرس كما يقول كتابهم " جاع كثيراً واشتهى أن يأكل .. ووقعت عليه غيبة" (أعمال 10/10). أي أن بطرس حلم ذلك الحلم وهو جائع جداً ، فمن شهوته للطعام حلم أن كل شيء طاهر .
       والسؤال هو : هل يحق للتلميذ أن يلغي الشريعة التي جاء بها معلمه أو التي أقرها معلمه ؟! إن بطرس مجرد تلميذ من تلاميذ عيسى. وبطرس ليس في منزلة الرسول الذي ينزل عليه وحي الله. ثم لقد سمع بطرس صوتاً وهو نائم، فكيف عرف مصدر الصوت وجزم أنه وحي الله ؟!! ولماذا لم ينزل عليه الوحي إلا في تلك المرة الوحيدة ؟!! السبب أنه جائع واشتهى الطعام فصورت له نفسه طهارة كل الحيوانات . ثم إذا كان كل حلم يلغي حكماً في الشريعة ، فإنه لا يبقى حكم واحد فيها دون إلغاء على يد الأحلام !!! والسؤال هو : هل الأولوية للأحلام أم للأحكام ؟!! ومن حسن الحظ ، بلا شك ، أن بطرس لم يحلم سوى ذلك الحلم ، إلا لأباح جميع المحرمات !!
       أهل أوروبا والرومان واليونان كانوا يذبحون الخنزير ويأكلون لحمه. ولم يعجبهم تحريمه بإقرار عيسى. فما هو الحل ؟ لا يبيح ما حرم الله إلا الله نفسه . وما الحل إذاً ؟ لا بد أن يحلم بطرس أن الوحي نزل عليه . فأناموا بطرس وجعلوه يحلم (على الورق) ونام بطرس وحلم وأنزلوا عليه (الوحي) فصار لحم الخنزير وسواه مباحاً !!!!
بطرس وبنو إسرائيل :
1-  قال بطرس عن رسالة عيسى: " الكلمة التي أرسلها إلى بني إسرائيل يبشر بالسلام بيسوع المسيح " (أعمال 10/36).
2-    وقال : " يسوع الذي في الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس " (أعمال 10/38) .
ونلاحظ هنا ما يلي :
أ‌-     يقرر بطرس أن عيسى مرسل من الله لبني إسرائيل فقط كما يدل النص الأول.
ب- عبارة " يسوع الذي من الناصرة " تعني بشرية عيسى فهو من مدينة محدودة هي الناصرة شمال فلسطين ، حيث إن تعيين مدينة عيسى ووصفه بيسوع الناصري في أكثر من موضع في الإنجيل لا يمكن أن تصح في حق الله ، فكيف يكون الإله من الناصرة مثلاً ؟! فلان من الناصرة أو بيروت أو بيت لحم ممكن ، ولكن أن يكون الإله أو ابن الله من الناصرة غير ممكن بالطبع .
ج- يقول النصارى حسب عقيدة التثليث إن كلاً من الثلاثة هو الله وكلهم معاً هم الله. وهكذا تصبح جملة "مسحه الله بالورح القدس " هكذا " مسح الله الله بالله " فكيف يكون الله ماسحاً وممسوحاً به في الوقت ذاته ؟!!
       ويقول بطرس: " نشهد بأن هذا (أي عيسى) هي المعين من الله دياناً للأحياء والأموات " (أعمال 10/24) لكن هذا يناقض قول عيسى نفسه : "أما أنا فلست أدين أحداً" (يوحنا 8/15) ، وقول عيسى : " لم آت لأدين العالم " (يوحنا 12/47).
       ويقول بطرس: " كل من يؤمن به (أي عيسى) ينال باسمه غفران الخطايا " (أعمال 10/43). وهل الإيمان وحده يكفي للغفران؟! وأين التوبة وأين الأعمال الصالحة؟! إن الإيمان وحده بلا أعمال لا يعني شيئاً ولا يقدوم ولا يؤخر .
       ويقول بطرس: "لما ابتدت أتكلم حل الروح القدس عليهم " (أعمال 11/15) كيف عف بطرس أن الروح القدس حل على السامعين ؟! وهل رآه يحل ؟! أم قالوا له حل؟! أم قال الروح له حللت ؟!! وما معنى الروح القدس بالضبط ؟! لو قال: " حلت السكينة عليهم" أو " استبشرت وجوهم" أو "جلال الإيمان بدا عليهم" لكان ذلك مما يمكن أن يقبل. ولكن حشر "الروح القدس" في كل جملة على هذا النحو أمر يصعب قبوله .


الأربعاء، 20 يوليو 2011

حَوْل أعمال الرسل


حَوْل أعمال الرسل
       لا يُعْلم كاتب "أعمال الرسل" على وجه التحديد، ولكنها تنسب على الأرجح إلى بولس. وفيها نجد الملاحظات الآتية باختصار:
لإسرائيل فقط:
       سأل أحد التلاميذ عيسى: "هل في هذا الوقت تَرُدُّ الملك إلى إسرائيل". (أعمال 1/6). فأجابهم لا تسألوا عن الوقت.
       النص يدل على ما يلي:
1-             إن عيسى لبني إسرائيل فقط.
2-             لم يعترض عيسى على أنه لنبي إسرائيل، بل اعترض على الوقت فقط.
3-             النص تؤيده نصوص كثيرة في الأناجيل من حيث خصوصية رسالة عيسى لبني إسرائيل.
4-             اعتناق الناس من غير نبي إسرائيل للنصرانية مخالف لتعاليم المسيح.
5-             نشر المسيحية خارج بني إسرائيل معارض لتعاليم المسيح ذاته.
الرب والمسيــح:
    
       "اجتمع الرؤساء معاً على الرب وعلى مسيحه". (أعمال 4/26). النص يدل على أن الرب غير المسيح وأن المسيح غير الرب. ويدل أيضاً على أن المسيح هو مسيح الرب، أي الذي مسحه الرب وباركه، وليس الرب المسيح أو المسيح الرب. هناك فرق كبير بين عبارة "المسيح الرب" وعبارة "مسيح الرب". الأولى تجعل المسيح رباً والثانية تجعل المسيح عبداً للرب. النص يقول "مسيحه" أي مسيح الرب. وهذا يخالف مرقس 16/19 . الذي قال " إن الرب ارتفع إلى المساء " يقصد عيسى . فكيف يكون عيسى مسيح الرب (أعمال 4/26) ويكون ايضاً الرب (مرقس 16/19) تناقض بين الأناجيل!!
مسيح الرب. وهذا يخالف مرقس 16/19 . الذي قال " إن الرب ارتفع إلى المساء " يقصد عيسى . فكيف يكون عيسى مسيح الرب (أعمال 4/26) ويكون ايضاً الرب (مرقس 16/19) تناقض بين الأناجيل!! 
ويقول تلاميذ عيسى " والآن يا رب أنظر إلى تهديداتهم " (أعمال 4/29) يخاطبون الله . فالله هو الرب حسب النص . وتأتي نصوص أخرى تجعل عيسى الرب . فلماذا هذا الشرك وهذا الخلط ؟!! هل كلمة (الرب) لا معنى لها ويمكن إطلاقها دون حساب ودون قيود ؟!! أم هل الخلط بين الله ورسوله وإطلاق نفس الكلمة عليها أمر هين ؟! وهل الكلمات حرة المعاني سائبة الاستخدام ؟!!

الجمعة، 15 يوليو 2011

حول إنجيل يوحنا (هو أم باراباس ؟ )

هو أم باراباس ؟
       عندما ألح الوالي بيلاطس على اليهود أن يطلق لهم عيسى، "صرخوا أيضاً جميعهم قائلين ليس هذا بل باراباس. وكان باراباس لصاً". (يوحنا 18/40).
       لقد فضل اليهود أن يُطلْقَ سراح باراباس اللص بدلاً من إطلاق سراح عيسى!! ما أغرب هؤلاء القوم!! عيسى الذي أثبت لهم بمعجزاته أنه رسول من الله، وأراهم من المعجزات ما لا يدع مجالاً لشك فيه، عيسى ذاك أصروا على صلبه وفضلوا لصاً عليه!!! عيسى الذي أحيى الموتى أمامهم وشفى المرضى أمامهم ولم يؤذ أحداً منهم لم يصدقوه. ولم يكتفوا بتكذيبه، بل أرادوا قتله! ما أجحدهم وما أعندهم وما أقسى قلوبهم! والأغرب من هذا وذاك أنهم لم يتغيروا ولم يتبدلوا: ما زالوا جاحدين للمعروف عنيدين في مواقفهم. يطعنون صديقهم كما يطعنون عدوهم. يصرون على الباطل كأنه حق. تقسو قلوبهم كأنها لا تحتوي قطرة رحمة واحدة. إنهم باختصار جحود وعناد وقسوة وأنانية وطمع. لم يتغيروا هم هكذا كانوا ويكونون، منذ زمن يعقوب وحتى قيام الساعة!!!
الطعنة بالحربـة:
       يروي يوحنا أن واحداً من الجنود قد طعن جنب عيسى بحربة بعد إنزاله عن الصليب فخرج منه دم وماء، وأن الجنود لم يكسروا ساقي عيسى لأنهم رأوه قد مات (يوحنا 19/33-34).  
       نلاحظ هنا ما يلي:
1-             قصة الطعنة في جنب عيسى لم يوردها سوى يوحنا!! لماذا ؟!
2-             قصة تكسير السيقان لم يوردها سوى يوحنا!! لماذا ؟!
3-    لقد اختلفت الأناجيل في أهم مسألة في النصرانية وهي "الصلب" إذ إن النصرانية تقوم على قصة "صلب المسيح". فلو جردناها من هذا الصلب لما بقيت لها باقية. هذا الصلب الذي هو محورها لم تتفق الأناجيل على شيء واحد مما حدث قبله وأثناءَه وبعده. لماذا ؟! إن الاختلاف بين الروايات مبعث قوي للشك فيها، بل ورفضها!!
تلميذ بلا اسم:
       تتكرر في الإنجيل عبارة "بطرس والتلميذ الآخر الذي كان يسوع يحبه". (يوحنا 20/2). تُذْكر أسماء التلاميذ والحواريين، وأما ذاك التلميذ فيشار إليه "بالتلميذ الآخر الذي كان عيسى يحبه". من هو ذاك التلميذ ؟! ولماذا لا اسم له ؟! وهل هناك أحد من الناس بلا اسم؟! ما السر في أمره ؟! كان الأولى أن يكون اسمه معروفاً وخاصة أن عيسى كان يحبه حباً خاصاً!! لا أحد يدري لماذا ذاك بلا اسم!!! ولماذا تنكيره؟!!
رَبُّونـي:
       قالت مريم المجدلية عندما رأت عيسى قريباً من القبر بعد ظهوره: "رَبُّوني الذي تفسيره يا معلم" (يوحنا 20/16).
       مرة أخرى، تفسير ربوني هو "يا معلم". ليس هذا قولي، بل قول يوحنا نفسه كاتب الإنجيل. وفي مرة سابقة، يقول يوحنا "فقالا ربي الذي تفسيره يا معلم". (يوحنا 1/38). ونلاحظ هنا أيضاً اختلاط التفسير مع النص الأصلي.
       إذا عندما ينادي أحد عيسى "يا ربي" فلم يكونوا يقصدون "إلهي"، بل "يا معلم" أو "يا سيد". ونحن ما زلنا نقول "رب البيت أي سيده، ورب العمل أي سيده أو صاحبه". ولو قصدوا "إلهي" بقولهم "ربي" لمنعهم عيسى، إذ كما نعلم إن عيسى من شدة تواضعه رفض أن يدعوه أحدهم (بالصالح). رفض أن يدعى (صالحاً)، فهل يقبل أن يدعى (إلهاً) ؟! مستحيل.
أين أمـه ؟
       يروي يوحنا أن مريم المجدلية (التي كان عيسى قد شفاها) هي التي جاءت وحدها لتزور قبر عيسى فجر الأحد (يوحنا 20/18). والسؤال: هل هذا معقول ؟! رجل مثل عيسى لا يأتي لزيارة قبره سوى امرأة واحدة! والغريب أن أم عيسى لم تأت، والأم أكثر الناس حرقة على ابنها ولهفة عليه!! لماذا لم تحضر أم عيسى؟! التفسير الوحيد هو أن الله أوحى إليها أن المصلوب ليس ابنها عيسى.
       إضافة إلى هذا فإن متى 28/1 قد ذكر زيارة مريم المجدلية وأضاف "ومريم أخرى". وهذا أغرب الغريب، إذ كيف يشار إلى أم عيسى بمريم الأخرى ؟!! لماذا تحاول الأناجيل إغفال ذكر أمه أو تنكيرها ؟! إن الأناجيل تعطي الأولوية لمريم المجدلية وتغفل ذكر أمه مريم!! السبب أنهم يحاولون طمس حقيقة أنَّه ولد من امرأة لينسبوا إليه الألوهية المزعومة.
تومــا:
       توما أحد الحواريين لم يُصَدِّق أن عيسى ظهر بعد دفنه وأصر على أن يضع إصبعه على أثر المسامير في جسم عيسى (يوحنا 20/25). وعندما وضع إصبعه على آثارها، "قال له (أي لعيسى): ربي وإلهي" (يوحنا 20/28).
       نلاحظ هنا ما يلي:
1-    قصة توما وآثار المسامير لم توردها الأناجيل الأخرى، رغم أن توما من الحواريين وكانوا هم حاضرين عندما وضع شرطة أن يلمس جسم عيسى ليصدق. وهذه حادثة هامة عن حواريّ: لماذا لم يذكرها متّى وهو حواري كان حاضراً ؟!!
2-    إن عبارة "ربي وإلهي" التي قالها توما ليس المقصود بها عيسى، لأن توما قالها عندما تيقن أن الذي يراه هو عيسى، أي قالها متعجباً. وهذا مثلما يقول أحدنا في حالة التعجب: "يا إلهي".
3-    عندما أرى عيسى يديه إلى توما، لم يقل له عيسى انظر آثار المسامير، مما يؤكد أن عيسى أرى يديه لتوما ليريه أنه إنسان حقيقي، وليس شبحاً أو روحاً أو وهماً بل هو حقيقة مادية محسوسة ملموسة.
الشبكـة:
       يروي يوحنا أن عيسى قال لتلاميذه بعد ظهوره لهم عند بحيرة طبريا وهم لا يعرفونه: ألقوا الشبكة إلى جانب السفينة الأيمن (يوحنا 21/6). فألقوها وصاروا سمكاً وفيراً فعرفوه.
       هذه القصة وظهور عيسى عند طبريا (بعد دفنه حسب زعمهم) لم توردها الأناجيل الأخرى. وهي حادثة مشهورة لو حدثت فعلاً، وخاصة أنه ظهر لتلاميذه حسب (يوحنا 21/1). فكيف لم يروها متّى وقد كان هناك ؟!
       والحدث الغريب حقاً أن بطرس عندما سمع أن عيسى قد حضر اتزر بطرس بثوبه "لأنه كان عرياناً وألقى نفسه في البحر". (يوحنا 21/7). كيف يكون بطرس كبير الحواريين عرياناً على شاطئ البحر أو البحيرة ؟! ولماذا يخجل من التعري عندما يسمع بحضور عيسى فقط ؟! هل التعري جائز في غياب عيسى وغير جائز في حضوره ؟! هل هناك نظامان للسلوك: واحد في حضور عيسى وواحد في غيابه ؟! كيف كان بطرس كبير الحواريين عارياً على الشاطئ أمام الناس وأمام الحواريين ؟! وماذا تعلم بطرس من عيسى إذاً ؟! إذا كان بطرس لم يتعلم أن على المرء أن يستر عورته فماذا تعلم بطرس إذاً ؟!!




الأحد، 10 يوليو 2011

حول إنجيل يوحنا (إحياء لعازر: )

إحياء لعازر:
       يروي يوحنا قصة إحياء عيسى أخا مريم ومرثا واسمه لعازر. وقالت له مرثا ترجوه: "أعلم أن كل ما تطلب من الله يعطيك الله إياه". (يوحنا 11/22). وتدلنا القصة على ما يلي:
1-             القصة انفرد بذكرها يوحنا ولم توردها الأناجيل الثلاثة الأخرى.
2-    قول مرثا لعيسى يؤكد أن المعجزات التي يؤديها عيسى ليست من عنده ولا بقدرته هو، بل بقدرة الله. وهذا يدحض أنه إله أو ابن الله.
3-    قالت عنه مرثا "المعلم" (يوحنا 11/38) وناداه الحاضرون "يا سيد" (11/34). ولم ينادوه "الله" أو "ابن الله". رغم أنهم يرجونه أن يحيي لعازر الميت. رغم حاجتهم إليه لإحياء أخيهم الميت، نادته مرثا أخت الميت "يا معلم" وناداه الناس "يا سيد".
4-             بكى عيسى لما رأى لعازر ميتاً لأنه كان يحبه (يوحنا 11/35). وهل يبكي الإله ؟!!
5-    قال عيسى لمرثا: "إن آمنتِ ترين مجد الله". (يوحنا 11/40). قال ذلك لها بعد أن قالت له لقد مات منذ أربعة أيام. لم يقل لها "مجْدِي" بل قال "مجد الله". وهذا توكيد لخضوع عيسى لله سبحانه.
6-    قبل إحياء لعازر، نظر عيسى إلى السماء ودعا الله وشكره على مسمع من الناس بقصد أن يؤكد للناس أنه لا يستطيع أن يفعل شيئاً وحده، فقال: "لأجل هذا الجمع الواقف قلتُ. ليؤمنوا أنك أرسلتني". (يوحنا 11/42). أي أنه دعا الله علانية حتى يسمع الناس ويوقنوا بأن معجزاته ليست من عنده، بل هي من عند الله. لو كان عيسى إلهاً لما دعا الله ولما سأله ولما شكره!!
قيافـا:
       نصح قيافا رئيسُ الكهنة اليهود قومه بأن أفضل سبيل للتخلص من عيسى هو قتله (يوحنا 11/50). وعندما علم عيسى بذلك "لم يكن يمشي بين اليهود علانية". (يوحنا 11/54). إذاً خاف عيسى على نفسه من القتل. وهل يخاف لو كان إلهاً كما يزعمون ؟!

يطلب النجـاة:
       "أيها الآب نجني من هذه الساعة". (يوحنا 12/27). عيسى بكل وضوح يطلب النجاة من القتل الذي دبره له اليهود. لو كان إلهاً لما طلب العون من الله!! كما أن دعاءَه بالنجاة يدحض أنه بذل نفسه للصلب من أجل الناس، فالباذل نفسه لا يطلب النجاة لها.
رسول الله:
1-             عن عيسى قوله: "الذي يؤمن بي ليس يؤمن بي بل بالذي أرسلني". (يوحنا 12/44).
2-    وقال: "لم أتكلم من نفسي. لكن الآب الذي أرسلني هو أعطاني وصية ماذا أقول وبماذا أتكلم… فما أتكلم أنا به فكما قال لي الآب هكذا أتكلم". (يوحنا 12/49-50).
3-             وقال: "والذي يقبلني يقبل الذي أرسلني". (يوحنا 13/20). 
هذه النصوص تدل بوضوح قاطع أن عيسى قال للناس إنه رسول من الله إلى قومه وأن المهم ليس الإيمان بعيسى بل المهم هو الإيمان بالله، وأن كلام عيسى ليس من عند عيسى بل هو وحي من الله. النصوص تؤكد رسولية عيسى وبشريته لمن أراد الحق والحقيقة.
الإدانــة:
عن عيسى قوله: "لم آت لأدين العالم بل لأخلص العالم". (يوحنا 12/47).
هذا يناقض قول عيسى "لأن الآب لا يدين أحداً بل قد أعطى كل الدينونة للابن". (يوحنا 5/22).
النص الأول ينفي إدانة عيسى للعالم والنص الثاني يؤكدها. تناقض بين النصين في إنجيل واحد!!
أَرْجُل التلاميذ:
       يروي يوحنا أن عيسى في ليلة المداهمة قام وغسل أرجل تلاميذه. ونلاحظ في رواية يوحنا لتلك الليلة ما يلي:
1-    غسل عيسى لأرجل تلاميذه واقعة انفرد بذكرها يوحنا فقط. ولم توردها الأناجيل الثلاثة الأخرى!! لماذا ؟! رغم أنها حادثة هامة شهدها جميع الحواريين حسب قول يوحنا!!
2-    واقعة العشاء الرباني لم يذكرها يوحنا رغم أنها من ركائز المسيحية ورغم أن يوحنا كان مع عيسى تلك الليلة !!!
3-    قال عيسى لتلاميذه: "أنتم تدعونني معلماً وسيداً وحسناً تقولان لأني أنا كذلك". (يوحنا 13/13). لم يدعوه "إلهاً" أو "ابن الله"!! واستحسن عيسى ما ينادونه به.
نجاته من العسكر:
       يعتقد النصارى أن عيسى أمسك به الجنود ثم قادوه إلى الصلب. ولكن في الإنجيل عدة نصوص تشير إلى نجاته من القبض عليه أساساً. ومنها:
1-    قال عيسى لتلاميذه قبل حضور العسكر بقليل: "أنا معكم زماناً قليلاً… ستطلبونني… حيث أذهب أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا". (يوحنا 13/33).
2-             "من عند الله خرج وإلى الله يمضي". (يوحنا 13/3).
3-             وقال لبطرس: "حيث أذهب لا تقدر الآن أن تتبعني ولكنك ستتبعني أخيراً". (يوحنا 13/36).
4-             وقال: "أما الآن فأنا ماضٍ إلى الذي أرسلني وليس أحد منكم يسألني أين تمضي". (يوحنا 16/5).
5-             وقال: "أترك العالم وأذهبُ إلى الآب". (يوحنا 16/28).
الحلول والتجسيد:
       يروي يوحنا عن عيسى عدة نصوص غلب على النصارى فهمها على أنها تشير إلى تجسيد الله في عيسى وحلوله فيه واتحاده معه، مثل:
1-             قال عيسى: "ألستَ تؤمن أني أنا في الآب والآب فيّ". (يوحنا 14/10).
2-             وقال: "الآب الحالّ فيّ". (يوحنا 14/10).
       نلاحظ هنا ما يلي:
أ-     نصوص الحلول والاتحاد لم تذكر في الأناجيل الثلاثة الأخرى!!! فقط يوحنا هو الذي انفرد بذكرها، علماً بأن يوحنا كتب إنجيله عام 98م، أي بعد عيسى بخمس وستين سنة.
ب‌-           إذا كان الحلول هاماً وقاله عيسى، فلماذا لم تذكره الأناجيل الأخرى ؟!
ج-    إذا كان الله قد حَلَّ في عيسى، فلماذا كان عيسى ينظر إلى السماء حين يدعو الله أو يشكره أو يصلي ؟! إذا كان الله فيه كان عليه أن ينظر إلى     صدره أو بطنه أو جسمه هو !!!
د-    كيف يكون الله في السماء كما تذكر الأناجيل ويكون في الوقت ذات في جسم المسيح على الأرض ؟!!
هـ-  كيف يكون الله في عيسى وفي الوقت ذاته عيسى يأكل ويشرب وينام    ويبكي ويهرب ويخاف وينمو ويعمل نجاراً كسائر الناس ؟!!
و-    إذا كانت (في) تعني الحلول والتجسيد، فكيف نفسر قول عيسى "اثبتوا فيّ       وأنا فيكم". (يوحنا 15/4) ؟! هل هو سيحل في تلاميذه وهم يحلون فيه وهو    يحل في الله والله يحل فيه ؟! هل هذا معقول ؟!
ز-    إذا كانت (في) تعني الحلول، فكيف تفسر قوله: "أني أنا في أبي وأنتم فيّ       وأنا فيكم". (يوحنا 14/20) ؟! سيكون المعنى أن الله وعيسى والتلاميذ      صاروا وحدة جسدية واحدة !!! وهذا غير معقول ولم يقل به أحد.
ح-    إذاً تلك العبارات يجب ألا تفسر على أساس الحلول المادي، بل على أساس أنها إشارات إلى (الإيمان والاتباع والمحبة والخضوع).
ط-    إذا كان الآب حلّ في الابن، فقد صارا وحدة واحدة. إذاً فكيف يقول عيسى: "لأن أ[ي أعظم مني". (يوحنا 14/28) ؟! وأين الروح القدس ؟! لماذا لم يحل معهما أيضاً حتى يكمل ثالوثهم وتثليثهم ؟!!!
البشارة بالرسول محمد 
 (صلي الله عليه وسلم) :
       في ليلة المداهمة، قال عيسى:
1-    "وأنا أطلب من الآب فيعطيكم مُعَزِّياً آخر ليمكث معكم إلى الأبد". (يوحنا 14/16). هذه إشارة إلى الرسول محمد (صلي الله عليه وسلم) ذي الرسالة السماوية الختامية (أي إلى الأبد). ومن يكون سواه ؟!
2-    "وأما المُغَزِّي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم". (يوحنا 14/25). وهي إشارة إلى محمد (صلي الله عليه وسلم) الذي تكون رسالته شاملة كاملة مصدقة بالأنبياء السابقين. وأما عبارة (الروح القدس) الواردة بعد كلمة المعزي فهي إلحاقية من المفسرين والمترجمين ولم يقلها عيسى ولم تظهر في النص الأول السابق ولا في النص الثالث التالي.
3-    "إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي. ولكن إن ذهبت أرسله لكم". (يوحنا 16/7). المعزي هنا ترجمة من اليونانية لكلمة البارقليط التي تعني "الشخص المحمود الخصال" أي "محمودة خصاله" أي "مُحَمَّد". ولكن المترجمين لغاية في أنفسهم ترجموها إلى "المعزي" ولتكن المعزي. فأين المعزي الذي جاءَ البشرية بعد عيسى ؟ هل جاء رسول من الله بعد عيسى سوى محمد (صلي الله عليه وسلم)؟! طبعاً لا. إذاً هو الذي بشر به عيسى.
4-    "إنّ لي أموراً كثيرة أيضاً لأقول لكم ولكن لن تستطيعون أن تحتملوا الآن. وأما متّى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية. ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم". (يوحنا 16/12-14). وهذا إشارة إلى رسالة محمد (صلي الله عليه وسلم) الجامعة الشاملة. ونلاحظ هنا أن المبشَّر به هو رسول يرشد الناس ويخبرهم، فكيف يكون هذا الرسول الروح القدس الذي ورد في النص الثاني.
نلاحظ فيما سبق ما يلي:
1-    الآتي الذي بشر به عيسى سيكون "إلى الأبد"، أي رسالته إلى الأبد، لا رسالة بعدها. وهكذا كان، فرسالة محمد (الإسلام) هي خاتمة الرسالات السماوية. ومحمد خاتم المرسلين. والقرآن خاتم الكتب السماوية.
2-    الآتي يعلِّم كل شيء (حسب النص). وهكذا كان. فإن رسالة الإسلام التي جاء بها محمد عالجت جميع الجوانب الرئيسية في حياة الإنسان.
3-    الآتي سيكون رسولاً يخاطب الناس. ولا يمكن أن يكون الآتي هو الروح القدس، لأن الروح القدس لم ولا يخاطب عامة الناس، إذ هو يخاطب الرسل الذين هم بدورهم يبلغون الناس.
4-    الآتي سيمجد عيسى. وهكذا كان. فلم يمجد أحد أحداً كما مجد محمدٌ عيسى. ولم يمجد كتابٌ عيسى مثلما مجده القرآن الكريم.
5-    هذه البشارات قُصد بها محمد (صلي الله عليه وسلم) ولا أحد سواه. بل إن ترجمة كلمة البارقليط اليونانية هي "محمد" بمعنى "شخص تحمد صفاته". وإن لم يكن المقصود محمداً (صلي الله عليه وسلم) فمن هو إذاً ؟! والحقيقة أن عيسى قد ذكر اسم "محمد" بالتحديد ولكن المترجمين أخطأوا حين ترجموا الاسم العلم الذي لا تجوز ترجمته. وسواء أكان الخطأ مقصوداً أم غير مقصود، فإن العَلَم لا يترجم.
المشاعل والمصابيح:
       يروي يوحنا أن يهوذا والجنود جاءوا بمشاعل ومصابيح ليلة المداهمة لإلقاء القبض على عيسى (يوحنا 18/3). ونلاحظ في رواية يوحنا لحادثة المداهمة ما يلي:
1-    المشاعل والمصابيح تشير إلى أن الوقت كان ظلاماً. وهذا ينسجم مع اختفاء عيسى وعدم إدراكهم لما حدث بالضبط مما سَهَّل وقوع يهوذا الواشي في قبضتهم بدلاً من عيسى (يوحنا 18/3).
2-             هذه المشاعل والمصابيح لم يوردها سوى يوحنا. لم توردها الأناجيل الثلاثة الأخرى!!
3-    حسب يوحنا، لم يقبِّل يهوذا عيسى لتعريف الجنود به. بل سألهم عيسى عمن يطلبون. "فقالوا يسوع الناصري. قال لهم يسوع: أنا هو". (يوحنا 18/5). الأناجيل الأخرى تقول إن يهوذا اتفق مع الجنود على أن يُقبِّل عيسى
لتعريفهم به وإنه فعلاً قَبَّله. يوحنا يقول إن عيسى هو الذي عَرَّفهم بنفسه. تناقض بين الأناجيل !!
4-    عندما عَرَّفَهم عيسى نفسه، "رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض". (يوحنا 18/6). لماذا رجعوا لدى سماع اسمه ؟!! جنود عديدون بسلاحهم رجعوا إلى الوراء، لماذا ؟! ولم يرجعوا فقط، بل سقطوا على الأرض. لماذا سقطوا على الأرض ؟!! جاءوا ليقبضوا على عيسى؛ لما عَرَّفهم بنفسه، رجعوا وسقطوا على الأرض!! أليس هذا غريباً ؟!! كما أن رواية الرجوع والسقوط انفرد بها يوحنا دون سائر الأناجيل الثلاثة. التفسير لرجوعهم وسقوطهم هو أن الله شاء ذلك ودبَّره من أجل إخفاء عيسى وإنقاذه منهم ليحول بينهم وبين صلبه أو قتله أو إيذائه.
5-    يروي يوحنا، خلافاً لسائر الأناجيل، أن عيسى هو الذي طلب من الجنود أن يخلُّوا سبيل تلاميذه بقوله: "دعوا هؤلاء يذهبون". (يوحنا 18/8). في حين أن مرقس 14/50 يقول إن جميع تلاميذه هربوا. ولوقا يقول تبعه بطرس فقط ومن بعيد (22/54). ومتّى يقول تركوه وهربوا (26/56).
يتبين لنا هنا ما يتبين في مواقف عديدة، وهو مدى الاختلافات بل والتناقضات بين الأناجيل الأربعة، مما يجعل المرء يحار في أي من رواياتها يصدق وأي لا يصدق!!!

الأربعاء، 6 يوليو 2011

حول إنجيل يوحنا (حادثة الزانية)

حادثة الزانية:
       جاء اليهود لعيسى بزانية متلبسة بالفعل. فسألوه ما عقابها. فقال عيسى: "من كان منكم بلا خطية فليرمها أولاً بحجر". (يوحنا 8/7). "ثم سألها: أَمَا أدانك أحد. فقالت: لا أحد يا سيد. فقال لها: ولا أنا أدينك". (يوحنا 8/10-11).
       نلاحظ على هذه النصوص ما يلي:
1-    هذه الحادثة غير موجودة في الأناجيل الثلاثة الأخرى! لماذا وبالأخص إذا علمنا أنها حادثة هامة فيها موقف هام ؟!
2-             لقد رفض عيسى الحكم برجمها أو السماح برجمها. وهذا تشجيع للزنى.
3-             موقف عيسى مناقض لقوله "لا تزن". (لوقا 18/20).
4-             موقف عيسى مناقض لشريعة موسى التي تحكم بالرجم (يوحنا 8/5).
5-    بهذا الموقف ألغى عيسى عقوبة الزنى وهو الذي قال: "كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه". (متى 5/28). يحُرِّم النظرة ثم يسامح الزانية!!!
6-    رفض عيسى إدانتها دون السماع إلى شهود الإثبات أو النفي. بَرَّأها دون دليل!!! تعاطفه معها بدا وكأنه ترخيص بالزنى وتشجيع عليه!!!!
7-    هذه القصة تعتبر كارثة تشريعية قضائية. زانية يتطوع عيسى بتبرئتها دون أن تنفي هي التهمة عن نفسها ودون أن يطلب عيسى شهوداً لها أو عليها!!!!
8-    ماذا الموقف ؟! وما هذا التشريع ؟! وما هذا القضاء ؟! وما هذا الحكم ؟! وأين العزم والحزم في تنفيذ شرع الله ؟!!
9-    من المحتمل أن الحادثة مختلفة بقصد الاستناد إليها في إلغاء عقوبة الزنى. وهكذا كان: إدانة الزنى لفظياً والسماح به عملياً !!!
لا يديـن:
       قال عيسى: "أما أنا فلست أدين أحداً". (يوحنا 8/15).
       نلاحظ هنا ما يلي:
1-    في النص المذكور عيسى ينفي أنه يدين أحداً. وهذا يناقض قوله: "الآب لا يدين أحداً، بل أعطى كل الدينونة للابن". (يوحنا 5/22). نص يقول عيسى لا يدين أحداً ونص يقول يدين. يوحنا يناقض يوحنا.
2-    النص يناقض أيضاً نصاً بعده مباشرة "إن كنت أنا أدين فدينونتي حق لأني لست وحدي بل أنا والأب الذي أرسلني". (يوحنا 8/16)، أي أنه يدين هو والله معاً.
3-    صار هناك ثلاثة نصوص متناقضة. نص يقصر الإدانة على عيسى، ونص يقصرها على الله، ونص يجعل الإدانة مشتركة بينهما!!!
4-             ثلاثة نصوص في إنجيل واحد كل نص يناقض الآخر !!!
رسولية عيسى:
       الإنجيل مليء بالنصوص التي تدل بوضوح على أن عيسى نفسه يقول بكل صراحة إنه رسول من الله. ومنها ما يلي:
1-    "لكن الذي أرسلني هو حق". (يوحنا 8/26).
2-    "وأنا ما سمعته منه فهذا أقوله للعالم". (يوحنا 8/26).
3-    "لست أفعل شيئاً من نفسي، بل أتكلم بهذا كما علمني أبي". (يوحنا 8/28)
4-    "والذي أرسلني هو معي ولم يتركني الآب وحدي". (يوحنا 8/29).
5-    "أنا إنسان كلمكم بالحق الذي سمعه من الله". (يوحنا 8/40).
6-    "لأني لم آت من نفسي بل ذاك أرسلني". (يوحنا 8/42).  
هذه النصوص تؤكد أن عيسى مرسَل من الله، وأنه يبلغ رسالة الله إلى الناس، وأن المعجزات التي يؤديها هي من عند الله، وليست من عند نفسه، وأنه إنسان ناقل لوحي الله، وأنه لم يأت من تلقاء نفسه بل هو رسول الله. فماذا بعد هذا الوضوح من وضوح؟!! أين الذين يريدون أن يسمعوا ؟ أين الذين يريدون أن يقرأوا ؟ أين الذين يريدون أن يفهموا ؟ أين الذين يريدون أن يهتدوا ؟
الأب المجازي:
       قال اليهود لعيسى: "إننا لم نولد من زنا. لنا أب واحد هو الله". (يوحنا 8/41). فقال لهم عيسى: "أنتم من أب هو إبليس". (يوحنا 8/24).
       نلاحظ هنا ما يلي:
1-    إشارتهم إلى الزنى غمز من اليهود في ميلاد عيسى، إذ كانوا يزعمون أن مرمي ولدته من زنى (حاشا لله)!!
2-             قولهم إن أباهم هو الله مجاز طبعاً، المقصود به "سيد واحد".
3-             قوله "أبوهم إبليس" مجاز أيضاً بمعنى "سيدهم" أو "محركهم".
4-    إن سوء استخدام كلمة (أب) في الإنجيل مصدر بلبلة كبيرة. فقد جعلوا إبليس أباً، والله أباً لعيسى، وأباً للناس. ومرة قبولها مجازاً ومرة أصروا على المعنى الحرفي!! جعلوها مجازية حيث راق لهم ذلك وجعلوها حرفية حيث راق لهم ذلك!!!
5-    حوار عيسى مع اليهود والاتهامات المتبادلة بينه وبينهم على النحو المذكور انفرد به يوحنا ولم تذكرها سائر الأناجيل.
قبل إبراهيـم:
       قال عيسى لليهود في الهيكل في موقف جدال معهم: "الحق الحق أقول لكم قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن. فرفعوا حجارة ليرجموا. أما يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مجتازاً في وسطهم ومضى هكذا". (يوحنا 8/58-59).
       نلاحظ هنا ما يلي:
1-             كيف كان عيسى قبل إبراهيم في حين أن عيسى جاء بعد إبراهيم بما يزيد عن ألف وسبع ومئة سنة ؟!!!
2-    أراد اليهود رجم عيسى، كعادتهم المفضلة مع الأنبياء: تكذيب، تهديد، رجم، قتل!! هذا هو الشعب المختار بزعمه!!!
3-    اختفى عيسى من بينهم دون أن يستطيعوا الإمساك به. وهذه ميزة لديه أو معجزة زوده بها الله: الاختفاء حين يحتاج إلى الاختفاء. ولقد تكرر هذا الاختفاء مرات عديدة. ولذلك يجب ألا نستغرب اختفاءه من بين الجنود ليلة المداهمة ونجاته من الإمساك والصلب. بل بالعكس يجب أن نستغرب إن أمسكوا به، لأنه في كل مرة يريدون إيذاءَه كان يهرب من وسطهم ويختفي بسرعة وينجو. فكيف لا يفعل ذلك حين جاءه الجنود مدججين بالسلاح ؟ وكانت تلك أول مرة يطلبه العسكر. كان في السابق يواجه خطر عامة الناس وكان يختفي بسرعة وينجو من وسطهم. فالأولى أن يفعل الشيء نفسه حين يتعرض لخطر حقيقي من عسكر جاؤوه قاصدين إلقاء القبض عليه وسوقه إلى الوالي. إن كل الدلائل والقرائن تدل على أن من كان يختفي من العامة يطلبونه في فورة غضب وبلا سلاح معهم حري به أن يختفي من العسكر جاؤوا باحثين عنه قاصدين سوقه إلى المحاكمة والسجن والصلب.
شفاء الأعمى:
       شفى عيسى أعمى فلم يصدق اليهود. سألوا الأعمى نفسه فأقر بالشفاء. ولكنهم لم يصدقوا. فسألوا والديه فأقرا بعمى ابنهما وشفائه. فلم يصدقوا. فتشاجروا مع الأعمى نفسه الذي قال: "لو لم يكن هذا من الله لم يقدر أن يفعل شيئاً" (يوحنا 9/33).
       نلاحظ هنا ما يلي:
1-             القصة لم ترد في الأناجيل الأخرى على هذا النحو!!
2-    اليهود كعادتهم لا يريدون تصديق الرسل رغم معجزاتهم الأكيدة الواضحة. يشفي عيسى المرض أمامهم ويحيي الموتى أمامهم ويشفي العمي والبكم والصم أمامهم، فبدلاً من أن يؤمنوا ويخضعوا لله يكذبون عيسى ويهمون برجمه ويتهمونه بأنه "سامري فيه شيطان"!!!
3-             الأعمى يرجع معجزة شفائه إلى الله. وهو على حق طبعاً.
هو الآب:
       عن عيسى قوله: "أنا والآب واحد". (يوحنا 10/30).
       نلاحظ هنا ما يلي:
1-    إذا كان المعنى أن ما يقوله عيسى هو من عند الله فلا اعتراض على النص، أي كأنه يقول لا فرق بين ما أقول وما أوحى الله به إليّ.
2-    أما إذا كان المعنى أنه مع الله يشكل ذاتاً واحدة وأنه هو الله والله هو، فهذا بالطبع قول مرفوض. ولنا أن نسأل وأين الروح القدس إذا كانوا ثلاثة في واحد ؟! هنا لا نرى سوى اثنين فأين الثالث ؟!!
أنا فيـه:
       عن عيسى قوله: وتؤمنوا أن الآب وأنا فيه". (يوحنا 10/38). تكثر في إنجيل يوحنا عبارات من هذا النوع: أنا فيه وأنتم فيه فينا وهم فيه والكل في الكل وهو فيهم وهم فيه وأنا فيكم.. إلخ. ما معنى هذه الجمل ؟! وكيف يكون س في ص وص في س، إذا كان معنى (في) هو (داخل) ؟! كيف يكون س داخل ص وص داخل س في الوقت ذاته ؟!! غير ممكن. إن استعمال كلمة (في) هنا يثير البلبلة والاضطراب. وقد فهمها البعض على أنها تدل على أن الله في عيسى وعيسى في الله (أي التجسيد). ولكن لو صح ذلك فكيف نفسر (الكل في الكل) ؟ وكيف نفسر هم فيه وأنا فيكم وأنتم فيّ ؟! هل تجَسَّد الناس في المسيح ؟! وهل تجسد المسيح في الناس ؟!
       إن التفسير المأمون والمعقول لهذه العبارات لابد أن يعطي (في) معنى غير معنى (داخل). إنها تعني المحبة. (هو في الله) لا يمكن أن تعني سوى (خضوعه وطاعته لله).
       إن الدخول والحلول والتجسيد معانٍ غير مقبولة ولا معقولة. والأولى واقعياً ومنطقياً أن يكون المعنى (المحبة والخضوع والطاعة). إضافة إلى هذا، إن النص المذكور لم يرد إلاّ في إنجيل يوحنا. كما أن اتحاد الاثنين يثير سؤالاً عن الأقنوم الثالث (الروح القدس)، إذ إن الكنيسة تقول الثلاثة في واحد، وهنا عيسى يقول إنه في الآب والآب فيه، فأين الثالث ؟!! لماذا لم يدخل الثالث فيهما ويدخلا فيه حتى يصير الثلاثة واحداً ؟!! هذا يدحض التثليث، لأنه لو كان التثليث صحيحاً لذكر عيسى الروح القدس كلما ذكر الله أو ذكر نفسه!!

المسانل المسكتات المسالة الأولى من المسكتات

 المسانل المسكتات المسالة الأولى من المسكتات وأول المسائل المسكتات أنا نسأل النصارى عن هذ ا التوحيد ) 1 ( الذي شرحته والإيمان الذي وصفته ، ه...