الأحد، 28 سبتمبر 2014

هل ادعى المسيح أنه المسيح المنتظر

هل ادعى المسيح أنه المسيح المنتظر
هل ادعى المسيح أو قال لتلاميذه أنه المنتظر، وهل حقق عيسى عليه السلام نبوءات المسيح المنتظر؟
ذات يوم سأل تلاميذه عما يقوله الناس عنه، ثم سألهم " فقال لهم: وأنتم من تقولون إني أنا؟ فأجاب بطرس وقال له: أنت المسيح، فانتهرهم كي لا يقولوا لأحد عنه، وابتدأ يعلّمهم أن ابن الإنسان ينبغي أن يتألم كثيراً، ويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل" (مرقس 8/29-31)، لقد نهرهم ونهاهم أن يقولوا ذلك عنه، وأخبرهم بأنه سيتعرض للمؤامرة والقتل، وهي بلا ريب عكس ما يتوقع من المسيح الظافر. أي أنه أفهمهم أنه ليس هو المسيح المنتصر الذي تنتظرون، والذي يوقنون أن من صفاته الغلبة والظفر والديمومة، لا الألم والموت، لذا "أجابه الجمع: نحن سمعنا من الناموس أن المسيح يبقى إلى الأبد، فكيف تقول أنت: إنه ينبغي أن يرتفع ابن الإنسان، من هو هذا ابن الإنسان" (يوحنا 12/34).
وفي رواية لوقا تأكيد ذلك "فأجاب بطرس وقال: مسيح الله، فانتهرهم، وأوصى أن لا يقولوا ذلك لأحد، قائلاً: إنه ينبغي أن ابن الإنسان يتألم" (لوقا 9/20-21)، وانتهاره التلاميذ ونهيهم عن إطلاق على اللقب عليه ليس خوفاً من اليهود، فقد أخبر تلاميذه عن تحقق وقوع المؤامرة والألم، وعليه فلا فائدة من إنكار حقيقته لو كان هو المسيح المنتظر، لكنه منعهم لأن ما يقولونه ليس هو الحقيقة.
وهو عليه السلام حرص على نفي هذه الفكرة مرة بعد مرة "فلما رأى الناس الآية التي صنعها يسوع قالوا: إن هذا هو بالحقيقة النبي الآتي إلى العالم، وأما يسوع فإذ علم أنهم مزمعون أن يأتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكاً انصرف أيضاً إلى الجبل وحده" (يوحنا6/14-15). لماذا هرب؟ لأنه ليس الملك المنتظر، وهم مصرون على تمليكه بما يرونه من معجزاته عليه السلام، وما يجدونه من شوق وأمل بالخلاص من ظلم الرومان.
وذات مرة قال فيلبس لصديقه نثنائيل: "وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة".
فجاء نثنائيل إلى المسيح عليه السلام وسأله " وقال له: يا معلّم أنت ابن الله؟ أنت ملك إسرائيل؟  أجاب يسوع وقال له: هل آمنت لأني قلت لك: إني رأيتك تحت التينة، سوف ترى أعظم من هذا" (يوحنا 1/45-50)، فقد أجابه بسؤال، وأعلمه أنه سيرى المزيد من المعجزات، ولم يصرح له أنه الملك المنتظر.
وفي بلاط بيلاطس نفى أن يكون الملك المنتظر لليهود، كما زعموا وأشاعوا "أجاب يسوع: مملكتي ليست من هذا العالم، لو كانت مملكتي من هذا العالم لكان خدامي يجاهدون لكي لا أسلّم إلى اليهود، ولكن الآن ليست مملكتي من هنا" (يوحنا 18/36)، فمملكته روحانية، في الجنة، وليست مملكة اليهود المنتظرة، المملكة الزمانية المادية، التي يخشاها الرومان.
لذلك ثبتت براءته من هذه التهمة في بلاط بيلاطس الذي سأله قائلاً ": أنت ملك اليهود؟ فأجابه وقال: أنت تقول، فقال بيلاطس لرؤساء الكهنة والجموع: إني لا أجد علّة في هذا الإنسان" (لوقا 23/2-4)، فجوابه لا يمكن اعتباره بحال من الأحوال إقراراً، فهو يقول له: أنت الذي تقول ذلك، ولست أنا.
وثمة آخرون أدركوا أنه ليس المسيح المنتظر مستدلين بمعرفتهم بأصل المسيح عيسى ونسبه وقومه، بينما المنتظر القادم غريب لا يعرفه اليهود "قال قوم من أهل أورشليم: أليس هذا هو الذي يطلبون أن يقتلوه، وها هو يتكلم جهاراً، ولا يقولون له شيئاً، ألعل الرؤساء عرفوا يقيناً أن هذا هو المسيح حقاً؟ ولكن هذا نعلم من أين هو، وأما المسيح فمتى جاء لا يعرف أحد من أين هو" (يوحنا 7/25-27)، ذلك أن المسيح غريب عن بني إسرائيل.
وقد أكد المسيح صدق العلامة التي ذكروها للمسيح الغائب، فقال في نفس السياق: "فنادى يسوع وهو يعلّم في الهيكل قائلاً: تعرفونني، وتعرفون من أين أنا، ومن نفسي لم آت، بل الذي أرسلني هو حق، الذي أنتم لستم تعرفونه، أنا أعرفه لأني منه وهو أرسلني ... فآمن به كثيرون من الجمع وقالوا: ألعل المسيح متى جاء يعمل آيات أكثر من هذه التي عملها هذا!" (يوحنا 7/25-31)، فذكر المسيح أنه رسول من عند الله، وأنه ليس الذي ينتظرونه، فذاك لا يعرفونه.
 وقد آمن به الذين كلمهم، وفهموا أنه ليس المسيح المنتظر، فتأمل قول يوحنا: " فآمن به كثيرون من الجمع وقالوا: ألعل المسيح متى جاء يعمل آيات أكثر من هذه التي عملها هذا؟" (يوحنا 7/30-31).
وعيسى عليه السلام هو ابن داود كما في نسبه الذي ذكره متى ولوقا، وقد دعي مراراً " يا يسوع ابن داود" (مرقس 10/47)، (وانظر متى 1/1، 20/31، ولوقا 18/28، وغيرها).
 أما المسيح المنتظر، الملك القادم فليس من ذرية داود، كما شهد المسيح بذلك "فيما كان الفريسيون مجتمعين سألهم يسوع قائلاً: ماذا تظنون في المسيح، ابن من هو؟ قالوا له: ابن داود، قال لهم: فكيف يدعوه داود بالروح رباً قائلاً: قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك؟ فإن كان داود يدعوه رباً فكيف يكون ابنه؟ فلم يستطع أحد أن يجيبه بكلمة، ومن ذلك اليوم لم يجسر أحد أن يسأله بتة" (متى 22/41-46).فالمسيح يشهد بصراحة أنه ليس المسيح المنتظر.
والمسيح لا يمكن أن يصبح ملكاً على كرسي داود وغيره، لأنه من ذرية الملك يهوياقيم بن يوشيا، أحد أجداد المسيح كما في سفر الأيام الأول " بنو يوشيا: البكر يوحانان، الثاني يهوياقيم، الثالث صدقيا، الرابع شلّوم. وابنا يهوياقيم: يكنيا ابنه، وصدقيا ابنه" (الأيام (1) 3/14-15)، فيهوياقيم اسم أسقطه متى من نسبه للمسيح، بين يوشيا وحفيده يكنيا.
وقد حرم الله الملك على ذريته كما ذكرت التوراة " قال الرب عن يهوياقيم ملك يهوذا: لا يكون له جالس على كرسي داود، وتكون جثته مطروحة للحر نهاراً وللبرد ليلاً... " (إرميا 36/30)، فكيف يقول النصارى بأن الذي سيملك ويحقق النبوءات هو المسيح؟!
ثم إن التأمل في سيرة المسيح وأقواله وأحواله يمنع أن يكون هو الملك القادم، الملك المنتظر، فالمسيح لم يملك على بني إسرائيل يوماً واحداً، وما حملت رسالته أي خلاص دنيوي لبني إسرائيل، كذاك النبي الذي ينتظرونه، بل كثيراً ما هرب المسيح خوفاً من بطش اليهود، فأين هو من الملك الظافر الذي يوطِئه الله هامات أعدائه، وتدين الأرض له ولأمته.
فالنبي الآتي يسحق ملوك وشعوب زمانه كما أخبر يعقوب "يأتي شيلون، وله يكون خضوع شعوب" (التكوين 49/10)، وقال عنه داود: "تقلد سيفك على فخذك أيها الجبار، جلالك وبهاءك، وبجلالك اقتحم. اركب من أجل الحق والدعة والبر، فتريك يمينك مخاوف، نبلك المسنونة في قلب أعداء الملك، شعوب تحتك يسقطون. كرسيك يا الله إلى دهر الدهور، قضيب استقامة قضيب ملكك " (المزمور 45/1 - 6).
أما المسيح عيسى عليه السلام فكان يدفع الجزية للرومان "ولما جاءوا إلى كفر ناحوم تقدم الذين يأخذون الدرهمين إلى بطرس وقالوا: أما يوفي معلمكم الدرهمين؟ قال: بلى، فلما دخل البيت سبقه يسوع قائلاً: ماذا تظن يا سمعان، ممن يأخذ ملوك الأرض الجباية أو الجزية أمن بنيهم أم من الأجانب؟ قال له بطرس: من الأجانب، قال له يسوع: فإذا البنون أحرار، ولكن لئلا نعثرهم اذهب إلى البحر وألق صنارة والسمكة التي تطلع أولاً خذها، ومتى فتحت فاها تجد أستاراً، فخذه وأعطهم عني وعنك" (متى 17/24-27)، فاين حال دافع الجزية من الملك الذي تسقط تحت قدميه شعوب خاضعة ذليلة لسلطانه.
والمسيح عليه السلام رفض أن يكون قاضياً بين اثنين يختصمان، فهل تراه يدعي الملك والسلطان، "قال له واحد من الجمع: يا معلّم، قل لأخي أن يقاسمني الميراث، فقال له: يا إنسان من أقامني عليكما قاضياً أو مقسّماً!؟" (لوقا 12/13-14).
ولئن أصر النصارى على أن المسيح هو الملك الموعود الظافر الذي تخضع له الشعوب، وأن ذلك سيحققه حال عودته الثانية، فإن ذلك مما تدحضه النبوءة التي ذكرها الملاك لمريم، حيث أخبرها أن المسيح سيملك على بيت يعقوب فحسب، فغاية ما يمكن أن يملك عليه هو شعب إسرائيل، فقد قال لها الملاك: " ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد، ولا يكون لملكه نهاية" (لوقا 1/33)، فيما المسيح الموعود "له يكون خضوع شعوب" (التكوين 49/10)، و " شعوب تحتك يسقطون " (المزمور 45/5)، فملكه أعظم من مملكة بني إسرائيل.
ويجدر هنا أن وعد الله لبني إسرائيل بالملك القادم على كرسي داود وعد مشروط بطاعتهم لله وعملهم وفق مشيئته، كما أخبرهم الله بقوله: " إن نقضتم عهدي .. فإن عهدي مع داود عبدي يُنقض ، فلا يكون له ابن مالكاً على كرسيه " ( إرميا 33/20 - 21 )، فهل تراهم نقضوا وهم يحاولون قتل المسيح أم كانوا على الوعد والعهد العظيم.
 وقد يشكل في هذا الباب ما جاء في قصة المرأة السامرية التي أتت المسيح ورأت


أعاجيبه وآياته، فأخبرته بإيمانها بمجيء المسيا، فكان جوابه لها أنه هو المسيا، " قالت له المرأة: أنا أعلم أن مسيا الذي يقال له المسيح يأتي، فمتى جاء ذاك يخبرنا بكل شيء، قال لها يسوع: أنا الذي أكلمك هو" (يوحنا 4/25-26).
ولست أشك في وقوع التحريف في هذه العبارة، بدليل أن هذا النص يخالف ما عهدناه من المسيح، وبدليل أن أحداً من التلاميذ - بما فيهم يوحنا كاتب القصة - لم يكن يسمع حديثه، وهو يتحدث مع المرأة، فلا يعرفون عن موضوع الحديث بينهما " قال لها يسوع: أنا الذي أكلمك هو، وعند ذلك جاء تلاميذه وكانوا يتعجبون أنه يتكلم مع امرأة. ولكن لم يقل أحد: ماذا تطلب؟ أو لماذا تتكلم معها " (يوحنا 4/26-27)، فهم لم يسمعوا حديثهما ولم يسألوه عما جرى بينهما.
وأوضح الأدلة على وقوع التحريف في هذه القصة أن المرأة التي رأت أعاجيبه، وقال لها هذا القول المدعى، لم تكن تؤمن أنه المسيح المنتظر، لأنها لم تسمع منه ذلك، ولو سمعته لآمنت وصدقت، فقد انطلقت تبشر به، وهي غير متيقنة أنه المسيح المنتظر "فتركت المرأة جرتها، ومضت إلى المدينة وقالت للناس: هلموا انظروا إنساناً قال لي كل ما فعلت، ألعل هذا هو المسيح؟" (يوحنا 4/28-29).
ومما تقدم ظهر جلياً أن المسيح لم يدع أنه المسيح الذي تنتظره اليهود، وإن زعم ذلك بعض معاصريه، الذين كانوا يتوقون للمخلص العظيم الذي يسلطه الله على أعدائه.
وقد صدق شارل جنيبر حين قال: "المسيح لم يدع قط أنه المسيح المنتظر، ولم يقل عن نفسه بأنه ابن الله، فهذه لغة استخدمها المسيحيون فيما بعد في التعبير عن عيسى".
هل قال محمد r عن نفسه أنه النبي المنتظر؟
رأينا أن المسيح عليه السلام لم يدع أنه النبي المنتظر، فهل أخبر محمد صلى الله عليه وسلم أنه ذلك النبي الموعود، الذي بشرت به الأنبياء؟
إن وجود البشارة بالنبي صلى الله عليه وسلم في كتب الأنبياء من أهم ما أكدت عليه النصوص القرآنية والنبوية، التي أخبرت أنه ما من نبي إلا وذكّر أمته بأمر هذا النبي، وأخذ عليهم في ذلك الميثاق لئن بعث محمد صلى الله عليه وسلم ليؤمنن به، قال تعالى: } وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين { (آل عمران: 81) وقال علي رضي الله عنه: ( ما بعث الله نبياً آدم فمن دونه إلا أخذ عليه الميثاق: لئن بعث محمد صلى الله عليه وسلم وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه وليتبعنه). (رواه الطبري في تفسيره 3/332).
ومن هؤلاء الأنبياء المبشرين بالنبي القادم النبي إبراهيم عليه السلام، حيث دعا } ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم { (البقرة: 129).
 
ومنهم عيسى عليه السلام } وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد { (الصف: 6).
 
وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((إني عند الله لخاتم النبيين، وإن آدم لمنجدل في طينته، وسأخبركم بأول أمري: أنا دعوة إبراهيم، وبشارة عيسى، ورؤيا أمي التي رأت حين وضعتني وقد خرج منها نور ساطع أضاءت منه قصور الشام )) (رواه أحمد في المسند 4/127، وابن حبان في صحيحه ح 6404).
ولما كان اهتمام الأنبياء بالنبي الخاتم بالغاً كان من الطبيعي أن تتحدث كتبهم عنه وعن صفاته وأحواله.
وقد أكد القرآن الكريم على وجود البشارة بنبينا في كتب اليهود والنصارى فقال: } الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم { (الأعراف: 157).
وقال الله تعالى ذاكراً وجود النبوءات عن محمد صلى الله عليه وسلم وعن أمته وأصحابه في التوراة والإنجيل: } محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيماً { (الفتح: 29)
ولم يخبر القرآن الكريم- بالتفاصيل - عن صفات رسول الله وأحواله المذكورة في كتب أهل الكتاب، لكنه أخبر عن حقيقة مهمة، وهي أن أهل الكتاب يعرفون رسول الله صلى الله عليه وسلم معرفتهم أبناءهم، لكثرة ما حدثتهم الأنبياء والكتب عنه صلى الله عليه وسلم } الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون { (الأنعام:20)
وهذه المعرفة ولا ريب تصدر عن كثرة أو وضوح البشارات الواردة في كتبهم عنه عليه الصلاة والسلام.
وسنحاول خلال الصفحات القادمة تلمس بعض هذه النبوءات، راجين أن نوفق في إزالة الكثير مما أصابها من غبار التحريف، محترزين عن الكثير من سوء الفهم الذي وقع فيه النصارى في فهم هذه النبوءات.
.......................................................
نقلا عن شبكة ردود الاسلامية لدعوة النصارى

الثلاثاء، 23 سبتمبر 2014

الــلإلـه الـمـفـتـرى

 الــلإلـه الـمـفـتـرى
مــقــدمــة :
الإسلام هو الدين الوحيد الذي يؤمن ان الله لايةوجد مثله في صفاته (( ليس كمثله شيئ وهو السميع البصير )) ، (( قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد )) .
لقد ظهر رجل في مدينة " بينيني " ( مدينة في جنوب افريقيا ) ليس كفوا في علم مقارنة الاديان ولكنه مغرم ومتعلق بوهمه بأنه رسول المسيح ، وانه معين ومكرس من عند الله لتنصير المسلمين ( ونظرا ) لأن مهمته المحاماة فإنه ماهر في استخدام الكلمات والاستشهاد والاقتباس من القران الكريم بما هو خارج عن السياق بدون ادنى معرفة بأي كلمة عربية .
فهو يريد من المسلمين أن يعتقدوا بأن عيسى ايضا إله !! ويعتمد في ذلك تغطية وقلب الحق .
يقول عز وجل : (( قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا )) ، وعلى ذلك فهو لن ينجح ابدا في قلب الحقائق وتزييفها لان طريق الحق واحدة (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) .
 --------------------------------------------------------------------------------
 دلــلــيلان :
إنه يعطي دليلين ليثبت بهما أن عيسى هو الله ، وهذين الدليلين هما :

1- عندما نقول بأن عيسى إله !! أو حتى أنه حقا هو الله !! فنحن لانجعله الأب ، فإنه هو واحد ( آخر ) مع الأب ولذلك فهو يشاركه في طبيعته .

2- وثاني الادلة : ان عيسى يكون من كل طريقة ووجهة مثل الأب ولكنه ليس الأب .
 هذه هي الادلة الواهية التي يثبت بها هذا المنصر الوهية عيسى عليه السلام ، ادلة تدل على قلة عقله وعلمه حتى بالنصرانية نفسها ، فهو يناقض نفسه كثيرا ، هؤلاء المنصرين المتحمسين يتعلقون بالادلة الواهية لاثبات الوهية عيسى .

وتبعا لكلامه ، فان عيسى هو الله لانه مشارك في طبيعة الله ، وهو من كل وجه مثل الله ، وهذين الدليلين الذين استدل بهما لاثبات الوهية المسيح عليه السلام ، واهية ، ولكنه يستطيع ملأ المجلدات من هذه المجادلات .

ولقد قدمت في هذه السطور العديد من الادلة المقتبسة من الكتاب المقدس نفسه لأثبت لهم ( للنصارى ) ان عيسى ليس مشارك في طبيعة الله ولا يكون من اي طريقة ووجهة مثل الله ، وعلى ذلك لايكون عيسى هو اله .
وقد اوردت هذه الادلة من الكتاب المقدس من دون اي تعليق مني ، لان الكتاب المقدس ( كما يدعون هم ) يحاجج عن نفسه .
وكل اقتباساتنا من الكتاب المقدس ، اقتبست من النسخة الاصلية المنقحة .
وقد اشرنا في رؤوس العناوين الرئيسية ، وتحت رؤوس العناوين الفرعية بوضع كلمة " الرب " بدلا من عيسى ، لكي تظهر سخافة الذي يدعي بأن عيسى هو الله عز وجل .
 --------------------------------------------------------------------------------
ميلاد الرب : ( لقد خلق " الرب " من نسل داوود . . . عن ابنه الذي صار من نسل داوود من جهة الجسد ) . ( الرسالة لأهل رومية 1 : 3 ) .

كان " الرب " من ثمرة صلب داوود : ( فإذا كان نبيا وعلم ان الله له بقسم أنه من ثمرة صلبه يقيم المسيح حسب الجسد ليجلس على كرسيه ) . ( أعمال الرسل 2 : 3 ) .

سلسلة نسب " الرب " : ( كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داوود ابن ابراهيم ) . ( متي 1 : 1 ) .

جنس " الرب " : ( ولما تمت ثمانية أيام ليختنوا الصبي سمي يسوع كما تسمى الملاك قبل أن حبل به في البطن ) . ( لوقا 2 : 12 ) . ويعني هذا ان مريم عليها السلام مرت بكل مراحل الحمل الطبيعية التي تمر بها أي امرأة من حمل ومخاض وولادة ، ولم يكن في ولادتها أي اختلاف عن أي امرأة أخرى منتظرة لوليدها !.

" الرب " رضع من ثدي امرأة : ( وبينما هو يتكلم بهذا رفعت امرأة صرتها من الجمع وقالت له طوبى للبطن الذي حملك والثديين اللذين رضعتهما ) . ( لوقا 11 : 27 ) .

البلد الذي نشأ فيه " الرب " : ( ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية في أيام هيرودس الملك ) . ( متي 2 : 1 ) .

عمل " الرب " : ( أليس هذا هو النجار ابن مريم ) . ( مرقس 9 : 3 ) .

وسائل تنقل " الرب " وتجواله : ( قولوا لابن صهيون هو ذا ملكك يأتيك وديعا على أتان أو جحش ابن أتان ) . ( متي 21 : 25 ) ، ( ووجد يسوع جحشا فجلس عليه كما هو مكتوب ) . ( يوحنا 12 : 14 ) .

" الرب " يأكل ويشرب الخمر : ( جاء بن الانسان يأكل ويشرب فتقولون هوذا إنسان اكول وشريب خمر ) . ( لوقا 7 : 34 ، ومتي 11 : 19 ) .

فقر " الرب " : ( فقال له يسوع للثعلب اوجره . . . اما ابن الانسان فليس له ، اين يسند رأسه ؟ ) . ( متي 8 : 20 ) .

ممتلكات " الرب " : ( حذاء ليسوع ) . ( لوقا 7 : 16 ) ، ( ثم ان العسكر لما قد صلبوا يسوع اخذوا ثيابه وجعلوها اربعة اقسام لكل عسكري قسما واخذوا القميص ايضا ) . ( يوحنا 19 : 23 ) .

كان " الرب " يهوديا ، ومتعبدا ، ومؤلها لقيصر !! : ( وفي الصبح باكرا قام يسوع وخرج ومضى الى موضع خلاء وكان يصلي هناك ) . ( مرقس 1 : 35 ) ، ( كان يسوع مواطنا صالحا فكان مؤلها لقيصر يقول يسوع اعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله (1) ) . ( متي 22 : 21 ) .

كان " الرب " يدفع الضريبة بإنتظام كبقية الرعية : ( ولما جاء إلى كفرنا تقدم نحو الذين يأخذون الدرهمين إلى بطرس وقالوا أما يوفي معلمكم المسيح الدرهمين قال بلى ) . ( متي 17 : 24 ) .

كان " الرب " ابن يوسف النجار : ( وقال له وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء يسوع بن يوسف الذي من الناصرة ) . ( يوحنا 1 : 45 ) .

أخوة " الرب " : ( ولما جاء الى وطنه وكان يعلمهم في مجتمعهم حتى بهتوا وقالوا . . . اليس هذا ابن النجار اليست امه تدعى مريم واخوته يعقوب وبوسى وسمعان ويهوذا ) . ( متي 13 : 45 ) .

النشأة الروحية للـ " رب " : ( وكان الصبي ينمو ويتقوى بالروح ممتلئا حكمة وكانت نعمة الله عليه ) . ( لوقا 2 : 4 ) .

النشأة الطبيعية والذهنية والخلقية للـ " الرب " : ( واما يسوع فكان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله وعند الناس ) . ( لوقا 2 : 52 ) .

لقد كان عمر " الرب " عندما اخذه ابواه الى اورشليم اثنا عشر عاما : ( وكان ابواه يذهبان كل سنة الى اورشليم في عيد الفصح ولما كانت له اثنتا عشر ة سنة صعدوا الى اورشليم كعادة العيد ) . ( لوقا 2 : 41 ) .

" الرب " مسلوب القوة !! : ( انا لا اقدر ان افعل من نفسي شيئا ) . ( يوحنا : 5 : 30 ) .

لقد كان " الرب " يجهل الوقت : ( واما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما احد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن الا الاب ) . ( مرقس 13 : 2 ) .

" الرب " يجهل مواسم المحاصيل : ( وفي الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع يسوع فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق وجاء لعله يجد فيها شيئا فلما جاء اليها لم يجد شيئا الا ورقا لانه لم يكن وقت التين ) . ( لوقا 11 : 12 ) .

" الرب " تعلم من خلال التجربة : ( مع كونه ابنا تعلم الطاعة مما تألم به ) . ( الرسالة للعبرانيين 5 : 8 ) .

الشيطان يجرب " الرب " اربعين يوما : ( وللوقت اخرجه الروح الى البرية وكان هناك في البرية اربعين يوما يجرب من الشيطان ) . ( مرقس 1 : 12 ) .

الشيطان جرب " الرب " اكثر من مرة : ( ولما اكمل ابليس كل تجاربه فارقه الى حين ) . ( لوقا 4 : 13 ) .

" الرب " يتوب ويندم ويعترف قبل بدء خدمته العلنية : ( حينئذ جاء يسوع من الجليل الى الاردن الى يوحنا ليتعمد عنده ) . ( متي 1 : 13) ، ( واعتمدوا - يسوع واصحابه - منه -يوحنا - في الاردن معترفين بخطاياهم ) . ( متي 3 : 6 ) .

" الرب " جاء لليهود فقط : ( فاجاب وقال لم ارسل الا الى خراف بني اسرائيل الضالة ) . ( متي 15 : 24 ) .

مملكة " الرب " : ( ويملك على بيت يعقوب للابد ولايكون لملكه نهاية ) . ( لوقا 1 : 33 ) .

غير اليهود في نظر " الرب " كلاب ! : ( فاجاب وقال ليس حسنا ان يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب ) . ( متي 15 : 26 ) .

" الرب " يجوع : ( فبعد ما صام اربعين يوما وليلة جاع اخيرا ) . ( متي 4 : 2 ) ، ( وفي الصباح اذ كان راجعا الى المدينة جاع ) . ( متي 21 : 18 ) .

" الرب " ينام : ( وكان هو نائما ) . ( متي 8 : 24 ) ، ( وفيما هم سائرون نام ) . ( لوقا 8 : 23 ) ، ( وكان هو المؤخرة على وسادة نائما ) . ( مرقس 4 : 38 ) .

" الرب " يتعب : ( وكان هناك بئر يعقوب فاذا كان يسوع قد تعب في السفر جلس هكذا على البئر ) . (يوحنا 4 : 6 ) .

" الرب " ينزعج ويضطرب : ( انزعج - عيسى - بالروح واضطرب ) . ( يوحنا 11 : 33 ) ، ( فانزعج يسوع في نفسه ) . ( 11 : 38 ) .

" الرب " يبكي : ( بكى يسوع ) . ( يوحنا 11 : 35 ) .

" الرب " يحزن ويكتئب : ( ثم اخذ معه بطرس وابني زبدي وابتدأ يحزن ويكتئب ) . ( متي 26 : 37 ) ، ( فقال لهم نفسي حزينة جدا حتى الموت ) . ( متي 26 : 38 ) .

" الرب " يندهش ويهرع : ( وابتدأ يدهش ويكتئب وقال لهم نفسي حزينة حتى الموت ) . ( مرقس 14 : 33 ) .

" الرب " ضعيف : ( فظهر له ملاك في السماء يقويه ) . ( لوقا 22 : 43 ) .

" الرب " مذهول من الذعر : ( وكان يسوع يتردد بعد هذا في الجليل لانه لم يرد ان يتردد في اليهودية لان اليهود كانوا يطلبون ان يقتلوه ) .( يوحنا 7 : 11 ) .

" الرب " كان يمشي خائفا من اليهود : ( فمن ذلك اليوم تشاوروا ليقتلوه فلم يكن يسوع ايضا يمشي بين اليهود علانية ) . ( يوحنا 11 : 53 ) .

" الرب " يفر : ( فطلبوا ايضا ان يمسكواه فخرج من ايديهم ) . ( يوحنا 10 : 39 ) .

" الرب " يخرج متخفيا من اليهود : ( اما يسوع فاختفى وخرج من الهيكل في وسطهم مجتازا ومضى هكذا ) . ( يوحنا 8 : 59 ) .

خيانة وغدر الصديق ، دلت على المكان السري الذي كان يختبئ فيه " الرب " ! : ( وكان يهوذا مسلمه يعرف المكان السري الذي كان يختبئ به " الرب " لان يسوع اجتمع هناك كثيرا مع تلاميذه فاخذ يهوذا الجند وخدما من عند رؤساء الكهنة والفريسين وجاء الى هناك ) . ( يوحنا 18 : 2 ) .

قبض على " الرب " واوثقت يديه ومضي به : ( قبضوا على يسوع واوثقوه ومضوا به ) . ( يوحنا 12 : 13 ) .

لقد اهين " الرب " : ( والرجال الذين كانوا ضابطين يسوع كانوا يستهزئون به وهم يجلدونه وغطوه وكانوا يضربون وجهه ) . ( لوقا 22 : 63 ) ، ( وحينئذ بصقوا في وجهه ولكموه واخرون لطموه ) . ( متي 26 : 67 ) .

" الرب " لم يستطع الدفاع عن ةنفسه : ( فصرخ يسوع بصوت عظيم واسلم الروح ) . ( مرقس 15 : 37 ) .

" الرب " مات : ( لانهم رأوه قد مات ) . ( يوحنا 19 : 33 ) .

جسد " الرب " بعد موته : ( تقدم بيلاطس وطلب جسد يسوع فأمر بيلاطس حينئذ ان يعطي الجسد ) . ( متي 27 : 58 ) ، ( فاخذ يوسف الجسد ولفه بكتان نقي ) . ( متي 27 : 59 ) .

" الرب " المرحوم الذي نيح عليه : ( فلما رأى قائد المئة ماكان مجد الله قائلا بالحقيقة كان هذا الانسان بارا ) . ( لوقا 23 : 47 ) .
 --------------------------------------------------------------------------------
خـاتـمـة :

وطبقا لما قال هذا الذي عين وكرس نفسه رسولا للمسيح بأن عيسى هو الله لأن يسوع ( في نظره ) يشارك في طبيعة الله ، ولانه في كل وجه وطريقة هو الله . طبقا وتبعا لما سقناه سالفا من الاقتباسات التي اخذناها من الكتاب المقدس ، نحن نستخلص الى ان عيسى ليس مشاركا لطبيعة الله ولم يكن من اي وجهة هو الله ، وبناء على ذلك فإن عيسى ليس هو الله ولم يدعي الالوهية قط .

اما ادعاء هذا المنصر بأن عيسى هو الله فعليه ان يقدم الدليل المنطقي المقنع ، او ان يعترف بأنه مشرك كافر ، لانه يؤمن ويعتقد بوجود اكثر من إله .
وهو حتى لو استخدم كل الحيل والالاعيب التي تعلمها من مهنته فإنه لن يتمكن من اثبات ان عيسى هو الله .
ولن ينجح هو واخوته من المنصرين في اقناع المسلمين بأن عيسى ابن مريم عليهما السلام كان اي شيئ غير رجل عادي ورسول من عند الله ، ارسل الى بني اسرائيل حاملا لهم البشارة السارة بمجيئ ملكوت الله ، هذه البشارة تحققت بمجيئ الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

الشيخ / أحمد ديدات

الجمعة، 19 سبتمبر 2014

من قال ان الله محبة ؟

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم

من قال ان الله محبة ؟
يتبجح النصارى دائما بمقولة ان ( الله محبة ) وان دينهم دين محبة ولكن بالطبع فانت لو قرأت كتابهم في العهد القديم الى الجديد فستجد من الاوامر (الالهية) الوحشية ما يندى لها الجبين والامثلة كثيرة ولا مجال لذكرها جميعا لكني شخصيا اجد ان اقبح ما قرأت في كتابهم هو هذا النص ....

Ps:137:9: طوبى لمن يمسك اطفالك ويضرب بهم الصخرة (SVD)

يعني ان الانسان الذي يمسك اطفالك ويضرب بهم الصخرة هو انسان سعيد !

هل ياترى هذا النص سبب مذابح اطفال المسلمين على يد هؤلاء النصارى واليهود في فلسطين والعراق وكشمير والشيشان والبوسنة والهرسك وكوسوفو ؟

بالتأكيد فان هذا الكلام الوحشي له أثر كبير في نفوسهم المريضة وهو محركهم ودافعهم لارتكاب الكثير من الاعمال الوحشية. والمصيبة انه ليس النص الوحيد كما قلنا فهناك الكثير من هذه الوحشية في كتابهم واليك احصائية بسيطة حول تلك الاوامر في كتابهم المحرف نقلها سابقا في المنتدى القديم الاخ مروان.

يتألف الكتاب المقدس من 66 كتيب (نسخة الملك جيمس) تتضمن 783137 كلمة فيما يلي احصائية بسيطة لافتة للنظر :

يتكرر الأمر اقتل 126 مرة في 119 فقرة
يتكرر الأمر اذبح 117 مرة في 113 فقرة
تتكرر كلمة عدو 107 مرات في 106 فقرات
تتكرر كلمة كره 87 مرة في 86 فقرة
تتكرر كلمة القتل بوحشية 9 مرات في كثير من الفقرات
تتكرر كلمة ذبح 56 مرة في 55 فقرة
تتكرر كلمة الحرب 225 مرة في 220 فقرة


ولمن اراد قراءة تلك النصوص فهناك مقال للاخ ابو بكر يذكر به الكثير من الامثلة لتلك الوحشية من كتابهم المحرف .

الحقيقة انني منذ تعرفت على النصارى وانا اسمع عبارة ان الله محبة ليل نهار وفي احدى المرات خطر لي ان ابحث في كتابهم المحرف عن عدد المرات التي تكررت بها كلمة محبة بمشتقاتها فوجدت انها تكررت حوالي 68 مرة فقط وهذا يعني انها اقل من تكرار كلمة كره حسب احصائية قاموس الكتاب المقدس !!

ثم بعد ذلك بحثت في القرآن الكريم وفي رأسي الآية الشريفة من سورة البروج الآية 14 {وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ}. والودود من اسماء الله الحسنى ومعنى الاسم الكثير الحب والمحب لعباده الصالحين والمحبوب في قلوب اوليائه.
وحين اتممت البحث كانت النتيجة كما يلي :-

تكررت كلمة حب وود 93 مرة وفي 6 آيات تكررت نفس الكلمة مرتين فيصبح المجموع 93 + 6 = 99 مرة !

وهذا يعني انها تكررت بعدد اسماء الله الحسنى. فسبحان الله الذي لا اله الا هو واشهد ان محمدا رسول الله وان المسيح عيسى ابن مريم عبد الله ورسوله.

اذا من الذي قال ان الله محبة ؟
فان كان المقصود بهذا التعبير بأن الله محب وكثير الحب لعباده فلا نجد مثل هذا التعبير سوى في القرآن الكريم وانه من اسمائه سبحانه وتعالى فنحن اذا المسلمين في قرآننا الكريم وفي سنة رسولنا عليه الصلاة والسلام فقط من يستخدم هذا التعبير وليس هم ولا من سبقهم.

والحمد لله رب العالمين

هذه بعض الآيات لمن يحب التأكد ...


{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ} (165) سورة البقرة

{لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} (177) سورة البقرة

{وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ} (190) سورة البقرة

{وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (195) سورة البقرة

{وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ} (205) سورة البقرة

{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} (216) سورة البقرة

الاثنين، 15 سبتمبر 2014

هذا هو الاله الحق ... والحياة الأبدية ؟


يدعي النصارى أن في قول كاتب رسالة يوحنا الأولى :
 
1يو 5/20 وَنَعْلَمُ أَنَّ ابْنَ اللهِ قَدْ جَاءَ وَأَعْطَانَا بَصِيرَةً لِنَعْرِفَ الْحَقَّ. وَنَحْنُ فِي الْحَقِّ فِي ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. هَذَا هُوَ الإِلَهُ الْحَقُّ وَالْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.
 دليل على ألوهية يسوع .. وللرد بنعمة الحق نقول :
 
مقدمة:

 
يظن العديد من النصارى أن الأناجيل وما فيها حجة على المسلم وأنه يضر المسلم وجود ما يقرر ألوهية المسيح فيها!
وهذا خطأ كبير!
 
فالمسلم لا يؤمن بمحتوى هذه الكتب كليا بل يؤمن بأن فيها من الحق وفيها من الباطل ويحتج بما فيها من الحق على ما فيها من الباطل والكذب على الله تعالى ورسله!
فلا يفرق مع المسلم شيئاًً إن وجد في الكتاب أن المسيح هو الله أو أن الله مثلث الأقانيم متحدة بغير امتزاج متميزة بغير انفصال .. هذا كله لا يضير المسلم ولا يفرق معه شيئاً..
 
كل ما في الأمر أن المسلم يستطيع أن يثبت للنصراني من داخل كتابه الذي يؤمن به أنه لا يحوي معتقده!
أي ان المسلم لا يهمه وجود ما يقول بالكفر البواح على الله وعلى رسله في الكتاب ولكن هو يثبت لمن يؤمن بألوهية يسوع بأن المسيح عليه السلام لم يدع هذا في حياته على الأرض أبداً أبداً .. وأن ألوهيته ما هو إلا تقليد وانتشر بين الناس!
 
الـــــــــرد

 
إن إيمان يوحنا في المسيح واضح وصريح فقد قال في 2يو 1/3 تَكُونُ مَعَكُمْ نِعْمَةٌ وَرَحْمَةٌ وَسَلاَمٌ مِنَ اللَّهِ الآبِ وَمِنَ الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، ابْنِ الآبِ بِالْحَقِّ وَالْمَحَبَّةِ.
 
فهو مهرطق يؤمن بأن الله هو الآب ! وأن الآب هو الإله الحقيقي وحده
 
يو 17/3 وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.
 
فإيمانه في المسيح معروف واضح فتعالوا نرى النص الذي اقتطع من سياقه ونناقشة بما لدينا من معطيات:
 
يقول النص "كاملاً"
 
1
Jo 5:18 نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ لاَ يُخْطِئُ، بَلِ الْمَوْلُودُ مِنَ اللهِ يَحْفَظُ نَفْسَهُ، وَالشِّرِّيرُ لاَ يَمَسُّهُ.
1Jo 5:19 نَعْلَمُ أَنَّنَا نَحْنُ مِنَ اللهِ، وَالْعَالَمَ كُلَّهُ قَدْ وُضِعَ فِي الشِّرِّيرِ.
1Jo 5:20 وَنَعْلَمُ أَنَّ ابْنَ اللهِ قَدْ جَاءَ وَأَعْطَانَا بَصِيرَةً لِنَعْرِفَ الْحَقَّ. وَنَحْنُ فِي الْحَقِّ فِي ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. هَذَا هُوَ الإِلَهُ الْحَقُّ وَالْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.
 
نجد أن النصوص تذكر كلاً من الله والمسيح وتتحدث النصوص بشكل قوي عن الله فيقول "كل من ولد من الله لا يخطئ" و "المولود من الله يحفظ نفسه" و "نحن ولدنا من الله" و "ابن الله قد جاء وأعطانا بصرية لنعرف الحق" و "نحن في الحق في ابنه يسوع" خذ بالك من الهاء في ابنه واخيراً "هذا هو الإله الحق والحياة الأبدية"
 
وذكرنا سابقاً أن الحياة الأبدية هي الإيمان بالإله الحقيقي وحده (الله الآب)والإيمان بالمسيح الذي أرسله الله يو 17/3
 
كقول الكتاب :
 
1صم 20/20 آمِنُوا بِالرَّبِّ إِلَهِكُمْ فَتَأْمَنُوا. آمِنُوا بِأَنْبِيَائِهِ فَتُفْلِحُوا.
 
النص مبهم وكما قلت ذكر في السياق قبله حديث كامل عن الله تعالى لا عن المسيح وليس معنى أن أخر مذكور هو المسيح أن الكلام يعود عليه فأعلم يا هداك الله أن الكتاب لم يكن مرقماً ومرصوصا بهذا الشكل قبل القرن السادس عشر!
فنقول وبالرحمن التوفيق:
 الرد من عدة أوجه:
 الوجه الأول:
 القول بأن "هذا هو الإله الحق" تعود إلى المسيح فقط لأنه أخر مذكور في النص خطأ .. فالنص ذكر الله وذكر المسيح .. ولكن ما لا يعلمه النصارى أن أنها قد تشير إلى الله بنفس النسبة التي قد تشير فيها إلى المسيح ! بل ونسبة الإشارة إلى الله أكبر للقرائن العديدة! تعالوا نؤصل الموضوع لغوياً حتى نصل إلى نتيجة مرضية:

الكلمة هذا في النص اليوناني هي الكلمة اوتس وبدراسة هذه الكلمة في محتوى العهد الجديد سنجد أن الإشارة بها قد تشير إلى البعيد لا إلى القريب فتأمل الكلام! وأعطانا الكتاب المقدس بعض الأدلة فمثلا أعمال 7/18 يقول
 
Act 7:17 وَكَمَا كَانَ يَقْرُبُ وَقْتُ الْمَوْعِدِ الَّذِي أَقْسَمَ اللهُ عَلَيْهِ لِإِبْرَاهِيمَ كَانَ الشَّعْبُ يَنْمُو وَيَكْثُرُ فِي مِصْرَ

Act 7:18 إِلَى أَنْ قَامَ مَلِكٌ آخَرُ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ يُوسُفَ.
Act 7:19 فَاحْتَالَ هَذَا عَلَى جِنْسِنَا وَأَسَاءَ إِلَى آبَائِنَا حَتَّى جَعَلُوا أَطْفَالَهُمْ مَنْبُوذِينَ لِكَيْ لاَ يَعِيشُوا.
 
فهذا المذكورة هنا هي الكلمة اوتس اليونانية وستجد أنها لم تشر إلى "يوسف" مع أنه آخر مذكور .. وأشارت إلى الملك الآخر وهذا مثال جيد لأن النص الذي نحن بصدده ذكر الله كثيراً وبعده المسيح ثم قال هذا هو الإله الحق وبالتالي كلمة هذا قد تعود على الله لا على المسيح حسب النص اليوناني!!
 ولو لم النصارى بهذا فهناك مشكلة أكبر وهي نص 2يو 1/7 وهو نص مشابه جداً للنص الذي ندرسه ولنفس الكاتب حيث يقول:
 
2
Jo 1:7 لأَنَّهُ قَدْ دَخَلَ إِلَى الْعَالَمِ مُضِلُّونَ كَثِيرُونَ، لاَ يَعْتَرِفُونَ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ آتِياً فِي الْجَسَدِ. هَذَا هُوَ الْمُضِلُّ، وَالضِّدُّ لِلْمَسِيحِ.
 فإن أقررتم بأن المسيح هو المقصود حسب نص 1يو 5/20 فإن يسوع حسب هذا النص هو المضل!!!

وبالتالي فإن اشارة نص 1يو 5/20 ب"هذا" تعود إلى الله لا إلى المسيح ولفظ الله مذكور في النص أيضاً عزيزي فلا تنس أن النص فيه ابن الله وفيه ابنه والهاء عائدة على الله أي في النص ذكر مباشر لله أيضاً بعيداً عن ما سبق ذكره وتفصيله...
 ولو نظرت للنصوص من منظور عام فستجد الكلام عن الله كلياً لا عن المسيح حتى في النص الذي ذكرته ستجده يذكر "ابنه" ولم يذكر الله قبلها مباشرة مما يدل على أن مضمون الكلام كله عن الله ويدل على هذا ما سبقها من نصوص صريحة!!!
 الوجه الثاني:
 بدراسة النص دراسة منطقية ستجد أن الإله الحقيقي قد تعود إلى الله وقد تعود إلى المسيح وقد بينا هذا سابقاً ولكن علينا أن ندرس باقي الشواهد لنر فهل تعلم أن عبارة الإله الحقيقي هذه تكررت 4 مرات في الكتاب المقدس ولم يقصد بها إلا الله الآب؟ فأقرأ مثلاً

2أخ 15/3 وَلإِسْرَائِيلَ أَيَّامٌ كَثِيرَةٌ بِلاَ إِلَهٍ حَقٍّ وَبِلاَ كَاهِنٍ مُعَلِّمٍ وَبِلاَ شَرِيعَةٍ.

واقرأ ايضاً
ار 10/10 أَمَّا الرَّبُّ الإِلَهُ فَحَقٌّ. هُوَ إِلَهٌ حَيٌّ وَمَلِكٌ أَبَدِيٌّ. مِنْ سُخْطِهِ تَرْتَعِدُ الأَرْضُ وَلاَ تَطِيقُ الأُمَمُ غَضَبَهُ.
 واقرأ ايضاً
يو 17/3 وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.

وكلمة وحدك هنا تنهي الإشكالية ..

وأخيراً
1تسالونيكي 1/9 لأَنَّهُمْ هُمْ يُخْبِرُونَ عَنَّا أَيُّ دُخُولٍ كَانَ لَنَا إِلَيْكُمْ، وَكَيْفَ رَجَعْتُمْ إِلَى اللهِ مِنَ الأَوْثَانِ لِتَعْبُدُوا اللهَ الْحَيَّ الْحَقِيقِيَّ،
 
فكلها قيلت عن الله الآب لا الابن !! فتأمل الكلام!
 
فنجد أن يوحنا كاتب الرسالة هو كاتب الإنجيل فقال عن الآب "أنت الإله الحقيقي وحدك" وهذا يؤكد أن النص في 1يو 5/20 يشير إلى الله لا إلى المسيح!!!
 الوجه الثالث:
 بعض الشراح المؤمنين بالثالوث ما قالوا أن هذا النص دليل على ألوهية المسيح!!!
تعال لنر ماذا قال آدم كلارك مثلاً:

for as he lay in the bosom of the Father, he hath declared him unto us; and he hath besides given us a spiritual understanding, that we may know him who is true, even the True God, and get eternal life from him through his Son, In whom we are by faith

كما أنه كان في حضن الآب فقد حدثنا عنه واعطانا مفهوماً روحياً وبذلك يمكننا أن نعرف الحق الإله الحقيقي ونحصل على الحياة الأبدية من خلال ابنه
 فتأمل عزيزي إنه آدم كلارك المؤمن بالثالوث لم يشر إلى أن الكلام في نهاية العدد يشير إلى المسيح بل إلى الإله الحقيقي الآب في حين أنه يهلل لكل نص يرى فيه أن يسوع يتحدث عن لاهوته!!!

وقال ألبرت بارنس وإن كان ممن يؤمنون أنها تعود على المسيح:

There has been much difference of opinion in regard to this important passage; whether it refers to the Lord Jesus Christ, the immediate antecedent, or to a more remote antecedent - referring to God, as such.


يوجد خلاف كبير في الرأي بين اعتبار هذه العبارة الهامة تشير إلى المسيح الأقرب ذكره أم إلى الله!!

ونعود للقاعدة الرئيسية ما وقع فيه الاحتمال بطل به الاستدلال....
 وهكذا فإن هذا النص لا يصلح للاستدلال على لاهوت يسوع .. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
..................................
كتبه الاخ: م. عمـرو المصري

المسانل المسكتات المسالة الأولى من المسكتات

 المسانل المسكتات المسالة الأولى من المسكتات وأول المسائل المسكتات أنا نسأل النصارى عن هذ ا التوحيد ) 1 ( الذي شرحته والإيمان الذي وصفته ، ه...